الرابع عشر من يونيو
روما، الجمعة 13 يونيو 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الرابع عشر من يونيو للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
عشر من يونيو
البعد الذبائحي للافخارستيا
في صلاة الكنيسة الأساسية، الافخارستيا، لا يتم التعبير عن جوهر حياتنا وحسب، بل يتم تحقيقها يومًا بعد يوم. في البعد الأعمق، تتعلق الافخارستيا بالمسيح وحده. فهو يصلي لأجلنا؛ يضع صلاته على شفاهنا، لأنه هو وحده يستطيع أن يقول: هذا هو جسدي – هذا هو دمي. لذا فهو يجتذبنا إلى حياته، إلى حركة الحب الازلي التي من خلالها يهب ذاته للآب، لكي نصبح ملك الآب معه، ومن خلال الفعل عينه الذي فيه يهب يسوع ذاته إلينا. لذا فالافخارستيا هي ذبيحة: نضحي تقدمة إلى الآب في المسيح يسوع، وفي الوقت عينه ننال هبة حبه، لأن المسيح هو في الوقت عينه الهبة والواهب. من خلاله ومعه وفيه نحتفل بالافخارستيا. الشركة معه هي شركة مع الكل، إذ ما من شركة مع المسيح من دون ذلك. يشكل الالتزام بالكل وتخطي المحدودية الذاتية جزءًا من الصلاة المسيحية ومن فعل الإيمان المسيحي. ليست الليتورجية فعل تأسيس لمجموعة أو لرابطة أصدقاء؛ إنها أمر نتلقاه من الكنيسة بأسرها، ويجب علينا أن نحتفل بها كأمر يأتي من الكل ويتوجه إلى الكل. فقط حينها يمكننا أن نؤمن ونصلي بشكل لائق، أي عندما نعيش في إطار فعل تخطي الذات، وإخلاء الذات، المتوجه إلى كنيسة كل العصور وكل الأماكن: هذا هو جوهر الكاثوليكية. هذا ما نصبو إليه كلما نخرج من منطقتنا لنتحد بالبابا وندخل بالتالي في كنيسة كل الأمم.