روما، الأحد 15 يونيو 2008 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الخامس عشر من يونيو للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
الشريعة هي الوجهة الداخلية لحياتنا
في عصره الذهبي، وجد إسرائيل في الشريعة أمرًا يحرره من أجل الحقيقة، يحرره من وقر الحيرة، وجد فيها نعمة الطريق. وبالواقع، نحن نعرف اليوم أن الإنسان ينهار إذا ما كان عليه أن يبتكر نفسه باستمرار، إذا كان عليه أن يخلق الوجود البشري دومًا من جديد. بالنسبة للإنسان، إرادة الله ليست قوة غريبة خارجية، بل هي وجهة كيانه بالذات. لذا فالكشف عن إرادة الله هو كشف عن أمانينا الحقة – إنه هدية. لذا يجب علينا أن نتعلم من جديد أن نكون شاكرين أن كلمة الله منحتنا إرادة الله والمعنى لوجودنا. حضور الله في الكلمة يرتبط بحضوره في الافخارستيا بلا انفصال. الرب الافخارستي هو الكلمة الحي. فقط إذا ما عشنا في محيط كلمة الله يمكننا أن نفهم هبة الافخارستيا ونتقبلها بشكل لائق… صارت الشريعة عبئًا عندما توقف الناس عن عيشها من الداخل وقسموها إلى مجموعة من الأحكام الخارجية أصلاً وطبيعةً. ولذا يقول لنا الرب مشددًا: شرعية الله الحقة ليست أمرًا خارجيًا. بل هي تقيم في الداخل. إنها وجهة حياتنا الداخلية، التي تأتي إلى الوجود وتقوم بإرادة الله. تخاطبنا في حميمية ضميرنا. الضمير هو البعد الداخلي لحضور الله، وهو وحده يستطيع أن يمكننا من قبول الحضور الافخارستي… الإيمان بالمسيح يستطيع ببساطة أن يربط بين كياننا الداخلي وضميرنا من جديد.