برينديزي، الأحد 15 يونيو 2008 (Zenit.org). – عن إذاعة الفاتيكان –
البابا يترأس الذبيحة الإلهية في مرفأ مدينة برينديزي
احتفل البابا بندكتس السادس عشر عند الساعة العاشرة من صباح الأحد بالذبيحة الإلهية في مرفأ مدينة برينديزي، المحطة الثانية من زيارة راعوية لإقليم بوليا في جنوب إيطاليا بدأت عصر السبت في سانتا ماريا دي لويكا، وألقى عظة أمام عدد كبير من المؤمنين والشخصيات الدينية والمدنية، عبّر فيها عن سروره أيضا بحضور المتروبوليت جينّاديوس، وقال الأب الأقدس إن كنيسة برينديزي ومن خلال دعوتها المسكونية تحثنا على الصلاة والالتزام من أجل الوحدة التامة لجميع المسيحيين، وأشار إلى أن الكنيسة مدعوة ومرسلة لبناء ملكوت الحياة وإبعاد تسلط الموت كيما تنتصر حياة الله في العالم، الله الذي هو محبة. وتابع البابا أن الرسل الاثني عشر لم يكونوا أناسا كاملين مختارين لعدم وجود أي عيب خلقي وديني فيهم لقد كانوا طبعا مؤمنين ممتلئين فرحا واندفاعا، ومطبوعين أيضا بمحدوديتهم البشرية. ولهذا لم يدعهم يسوع لأنهم كانوا أصلا قديسين، بل ليصبحوا كذلك. كما وتحدث الأب الأقدس عن دعوة الكنيسة إلى القداسة والرسالة وقال إن الشفقة المسيحية هي مرادف للتضامن والمقاسمة، ينعشها الرجاء، مذكرا بعنوان المؤتمر الكنسي الإيطالي الرابع في فيرونا “المسيح القائم من الموت هو رجاء العالم”. وختم البابا عظته في مرفأ مدينة برنديزي قائلاً إن الجميع مدعوون، وعلى اختلاف مواهبهم، إلى العمل في كرمة الرب، موكلا المؤمنين إلى حماية الطوباوية مريم العذراء، أم الرجاء ونجمة البشارة.
في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي البابا يجدد الرسالة المسيحية للتعاون والسلام بين كل الشعوب
وعند الظهر، تلا البابا بندكتس السادس عشر صلاة التبشير الملائكي ووجه كلمة ضمنها تحية شكر لمنظمي زيارته الرعوية، وقال: إن كل مرفأ يتكلم عن الاستقبال والملجأ والأمان، وعن موئل مُنتظر بعد إبحار قد يكون طويلا وصعبا، ويتكلم أيضا عن رحيل ومشاريع وتطلعات للمستقبل. وتحدث الأب الأقدس عن أهمية دور مرفأ برينديزي الذي يستضيف أيضًا قاعدة للأمم المتحدة تقوم بعمل هام من الناحية الإنسانية، وقال: من هذا المكان الخلاب، أرغب بتجديد الرسالة المسيحية للتعاون والسلام بين جميع الشعوب، لاسيما في الشرق الأوسط. وختم البابا كلمته سائلا مريم العذراء “مرفأ الخلاص” أن تحمي على الدوام هذه المدينة وإيطاليا وأوروبا والعالم بأسره من العواصف التي تهدد الإيمان والقيم الحقيقية، وتتيح للأجيال الشابة التقدم إلى العمق بدون خوف لمواجهة الحياة برجاء مسيحي.
لقاء البابا مع الشباب في مدينة برينديزي: ابحثوا عن حياة غنية بالقيم
وفي لقاء مع مواطني مدينة بريدنزي مساء السبت لاسيما الشباب منهم في ساحة لينيو فلاكّو، تحدث البابا عن القيم المتجذرة في أرضهم مذكرا على وجه الخصوص باحترام الحياة والتعلق بالعائلة المعرضة اليوم لهجمات قوى عديدة تسعى لإضعافها. وأمام هذه التحديات شدد الأب الأقدس على ضرورة التزام جميع الأشخاص ذوي الإرادة الطيبة في حماية العائلة، الأساس المتين الذي تُبنى عليه حياة المجتمع بأسره. كما وتطرق البابا إلى الإيمان المسيحي الذي اعتبره أسلافهم أحد العناصر القيمة لهوية مدينة برنديزي وذكّر بأهمية وضع الذات في خدمة الآخرين، كيما تنمو ثقافة التضامن في مدينتهم. وفي ختام كلمته دعا الأب الأقدس الشباب بنوع خاص إلى البحث عن حياة غنية بالقيم لإعطاء الحياة لمجتمع أكثر عدلا وانفتاحا على المستقبل، كما وحثهم على الاتكال دوما على المعونة الإلهية واتباع المسيح بأمانة ومحبة الكنيسة.
البابا يحتفل بالقداس الإلهي إلى ساحة مزار سانتا ماريا دي لويكا
هذا وكان البابا بندكتس السادس عشر بدأ زيارته لاقليم بوليا جنوب إيطاليا عصر السبت بحج مريمي، إذ احتفل بالقداس الإلهي في ساحة مزار سانتا ماريا دي لويكا، وألقى عظة ضمنها تحية لجميع المؤمنين، لاسيما أسقف المدينة المطران فيتو دي غريزانتيس. وقال الحبر الأعظم إن لكنيسة بوليا دعوة خاصة وهي أن تكون جسرًا بين الشعوب والثقافات، كما وذكّر بأن المهمة الأولى للكنيسة هي التربية على الحس الاجتماعي والاهتمام بالقريب والتضامن والمقاسمة. وأضاف أن الجماعات الكنسية في جنوب إيطاليا هي أماكن تستطيع فيها الأجيال الفتية تعلّم الرجاء، “لا” كوهم إنما كثقة أكيدة بقوة الخير. وقال البابا إن الخير ينتصر، وإذا قد بدا في بعض المرات مهزوما بالإرهاق والخداع فإنه في الواقع يواصل العمل بصمت حاملاً ثمارا طويلة الأمد. هذا هو التجدد الاجتماعي المسيحي ـ قال الأب الأقدس ـ المرتكز إلى تحويل الضمائر والتنشئة الخلقية والصلاة، لأن الصلاة تحديدا تعطي قوة الإيمان والنضال من أجل الخير. وذكّر البابا بندكتس السادس عشر في ختام عظته بأن الكنيسة لا تستطيع ولا تريد أبدا أن تحل محل المؤسسات إنما تدعمها في مهامها وتقدم نفسها دوما للتعاون معها من أجل خير الجميع.