الافخارستيا والشركة
في أبيتيني، قرية صغيرة في تونس اليوم، فوجئ تسعة وأربعون مسيحيًا في يوم أحد كانوا يحتفلون فيه بالافخارستيا، مجتمعين في دار أوكتافيوس فيليكس، متحدين بذلك التحريمات الإمبراطورية. ألقي القبض عليهم واقتيدوا إلى قرطاجة حيث استجوبهم الحاكم أنولينوس. وقد أعطى أحد المؤمنين واسمه أميريتوس جوابًا رائعًا للحاكم الذي سأله عن سبب عصيانهم لأوامر الأمبراطور. أجاب: لا يمكننا أن نعيش دون الاجتماع سوية يوم الأحد للاحتفال بالافخارستيا. تنقصنا القوة لمواجهة صعاب الحياة اليومية وعدم السقوط… المسيح حاضر حقًا في ما بيننا في الافخارستيا… إنه حضور ديناميكي يمسك بنا ويجعلنا خاصته، ويحولنا إليه. يجذبنا المسيح إلى ذاته، ويجعلنا نخرج من ذواتنا لكي نتحد به… الشركة مع الرب هي دومًا شركة مع الإخوة والأخوات… هو الرب الواحد، حاضر في الخبز الافخارستي، خبز جميع ربوع الأرض. وهذا يعني أننا نستطيع اللقاء به فقط برفقة الآخرين. يمكننا أن نتقبله فقط عبر الوحدة… النتيجة واضحة: لا يمكننا أن نتواصل مع الرب إذا لم يتواصل بعضنا مع البعض الآخر. إذا ما أردنا أن نقدم ذواتنا إليه، يجب علينا أن نسير في اتجاه اللقاء أحدنا بالآخر. يجب علينا، من أجل القيام بذلك، أن نتعلم أمثولة الغفران العظيم: يجب ألا نسمح للغيظ أن ينخر نفوسنا، بل يجب أن نفتح قلوبنا لعظمة الاصغاء للآخرين، أن نفتح قلوبنا لفهمهم، وفي نهاية المطاف أن ننفتح لقبول اعتذارهم، ونقدّم ذواتنا إليهم بسخاء.