مفتاح الحياة المسيحية المعتدلة هو التوازن بين التأمل والعمل

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الأربعاء 18 يونيو 2008 (Zenit.org). – تحدث الأب الأقدس في تعليم الاربعاء عن القديس إيسيدوروس من سيفيليا الذي وصفه مجمع توليدو في عام 653، بعد سنين يسيرة من موته عام 636 بـ “معلم عصرنا البليغ، ومجد الكنيسة الكاثوليكية”. ويشكل إيسيدوروس خاتمة آباء الكنيسة اللاتينية (بينما يمثل القديس يوحنا الدمشقي آخر آباء الكنيسة الشرقية).

وتطرق الأب الاقدس في التعليم إلى العلاقة بين الحياة العملية والحياة التأملية بحسب إيسيدوروس.

يكتب إيسيدوروس بهذا الصدد: “على من يسعى للتوصل إلى راحة التأمل أن يتدرب في المقام الأول على الحياة العملية؛ وبهذا الشكل، بعد الانعتاق من قيود الإثم، سيستطيع أن يعرض القلب الطاهر الذي وحده يستطيع أن يرى الله”.

ويصف القديس الحياة المعتدلة بأنها حياة مؤلفة من تأمل وعمل، وهذا التوازن يجنب الحياة كثيرًا من التوتر ويغذي التأمل بالعمل والعكس بالعكس.

واشار البابا أن إيسيدوروس يجد التأكيد النهائي لتوجيه الحياة بشكل عادل في مثال المسيح، حيث يقول: “لقد قدم لنا يسوع المخلص مثال حياة عملية، عندما تكرس خلال النهار للقيام بالعلامات والعجائي في المدينة، ولكنه أظهر الحياة التأملية عندما كان يخلو إلى نفسه على الجبل وكان يقضي الليل مصليًا”.

زشرح الأب الأقدس: “على ضوء مثال المعلم الإلهي هذا، يستطيع إيسدوروس أن يلخص عبر هذا التعليم الخلقي الدقيق: “لذا، فليلتزم خادم الله، اقتداءً بالمسيح، بالتأمل دون التخلي عن الحياة العملية. فالتصرف بشكل مخالف لن يكون عدلاً. لأنه كما يجب أن نحب الله عبر التأمل، علينا أن أيضًا أن نحب القريب عبر العمل. من المستحيل إذًا العيش دون الحضور المشترك للواحد والآخر من أشكال العيش، وليس ممكنًا أن نحب إذا ما لم نختبر الواحد والآخر”.

واعتبر البابا أن هذه النظرة “هي خلاصة حياة تسعى إلى تأمل الله والحوار معه في الصلاة وفي قراءة الكتاب المقدس، إلى جانب العمل في خدمة الجماعة البشرية والقريب”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير