أصحاب السيادة المطارنة الأجلاء
قدس الأب بيار باتيستا بيتسابالا / حارس الأراضي المقدسة
حضرات السفراء وممثلي الدول
حضرات الضيوف الكرام
أيها الأخوة والأبناء القادمين من الأردن وفلسطين وتونس
قلبي مستعد يا الله…..
نقف اليوم أمام القبر المقدس، وقد زاره من قبلنا التلميذان بطرس ويوحنا. سنجده وهو يعبق برائحة الصلاة والتعبد والبخور. مليئا بالمصلين من كل الرعايا الشقيقة، كما نجده فارغا من جسد المسيح القائم والمنتصر على الشر والظلم والموت. “إنه ليس ههنا، إذهبن وقلن لتلاميذه أن يذهبوا إلى الجليل وهناك يعاينونه” ( متى 28. 5-7)
معه وبنعمته تعالى نحن أيضا سنقوم:
معه وبنعمته تعالى سننطلق من جديد، وكل يوم في حياة هذه الكنيسة هو إنطلاقة جديدة، فلا نكتفي بما آلت إليه حالنا من ضعف ووهن وتهميش ومقاطعة، ولا إلى ما وصلت إليه كنائسنا من نضوج، ومحبة، وإحترام متبادل، وشراكة لمجد الله ولنشر ملكوته.
بهذا التجديد تكمن قوتنا.
ونحن أقوياء، قوة نستمدها منه تعالى مباشرة – كما قال ” ستنالون قوة من العلى” ( أعمال الرسل 8.1 )
قوة نستمدها من حضوره بيننا في سر الأفخارستية.
قوة نستمدها من صليبه الكريم المحيي، ومن قيامته المجيدة السعيدة.
قوة نستمدها من وعوده لنا عندما قال:
“لا تخافوا أنا معكم. أنا أخذت المبادرة وأخترتكم “. (متى 28: 20)
” لا تخافوا لن أترككم يتامى”. يوحنا (١٤: 18)
“لا تخافوا، ” ثقوا، أني قد غلبت العالم”. ( يوحنا 16: 33)
أيها الأخوة؛ ما زلنا مع المسيح ” نصلب ونهان”
وفيه ومعه نحن الصورة المشرقة لكنيسة الغد،
المسيح هو رأس أبرشيتنا المقدسية.
اليوم،
وإن كانت قلوب المسيحيين في المعمورة جمعاء تتجه صوب قبر الخلاص
فإننا نحن أبناء هذه الأرض،
أبناء الجلجلة وطريق الآلام،
أبناء النور والحبور والقيامة،
سنكون الصوت المبّشر بالخيرات المنادي بالسلام،
المقتدي بالمسيح،
الصابر على الظلم والحقد والمكيدة،
سنطلق صرخة الإنعتاق والقيامة،
صرخة الخلاص والسرور التي أطلقها الرسل الأولون
” إن الرب قد قام حقا وترائى لسمعان”. ( لوقا 43.24)
اللهم أنت تعلم كل شيء، أنت تعلم أننا نحبك رغم فقرنا:
فنحن فقراء، نفتقر إلى محبة الله ورحمته وصبره.
ونحن فقراء، ونعترف بذلك إذ نفتقر إلى عون ومشورة وصلاة ومشاركة الكل في المسؤوليات الملقاة على عاتقنا. هبنا اللهم الحكمة التي أوليتها لسليمان فلا تخرج منا قرارات فردية شخصية، من غير الاستماع إلى الأخوة، والأخذ برأيهم الصائب لما فيه الخير العام، فأنت سندنا وبك نغتني.
فنحن أغنى من أغنياء هذا العالم:
نحن أغنياء بوجود الأخوة الأساقفة المساعدين، وأعضاء مجلس الأساقفة الكاثوليك، ومجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك، ورؤساء مختلف الرعايا المسيحية الأخرى.
نحن أغنياء إذا ما لبسنا وشاح تواضع ووداعة طفل بيت لحم، وإبتعدنا عن الركض وراء شعبية سهلة قد تدغدغ أنانيتنا، وعن كبرياء الكتبة ورياء الفريسيين.
نحن أغنياء إذا ما تحلينا بصمته في المذود، وحلمه إزاء من يتهم ويشتم، وصمته معلقاً على خشبة الصليب.
اللهم نسألك بشفاعة والدتك سيدة فلسطين: أعطنا النعمة كي نسامح كما تسامح أنت.
وإن نحب كما أنت أحببت وبلا حدود.
وإن نخدم بكل تواضع ونعطي كما أنت أعطيت، فنتخطى بكرمنا وعطائنا كل الحواجز الإجتماعية، والسياسية، والطائفية. فنصبح بحكمتك وعونك، أداة تغيير للأحسن.
أعطنا اللهم الذاكرة القوية لنحفظ ونعيش طيلة أيامنا ما أوصيتنا به بأن:
نحب ” بعضنا بعضاً” ( يوحنا 15: 9 -17)
“وطوبى لصانعي السلام، فإنهم أبناء الله يدعون” (متى 9:5)
أيها الأخوة والأخوات جميعاً، من مدينة السلام هذه أرجو لكم ” سلام الله الذي يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع”. (فليبي 4: 7). آمين
† البطريرك فؤاد طوال
القداس الاحتفالي الأول في الكاتدرائية كنيسة القيامة
القدس في 23 حزيران