القدس، الاربعاء 25 يونيو 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي كلمة الترحيب بغبطة البطريرك الجديد فؤاد طوال التي ألقاها المطران سليم الصائغ، الاسقف المساعد في عمان القدس، لدى دخول البطريرك الاحتفالي الى كنيسة القيامة. نشرت هذه الكلمة على موقع بطريركية اللاتين.
غبطة البطريرك فؤاد الطوال الاكرم،
عليك النعمة والرحمة والسلام من لدن الله الآب والمسيح يسوع ربنا (1 طيم1/1). في هذا اليوم البهيج، يوم تنصيبك بطريركا في كاتدرائيتك هذه، في كنيسة القيامة، نرحب بغبطتك، باسم ابرشية بطريركية القدس للاتين: أساقفة وكهنة، رهبانا وراهبات، مكرسين ومكرسات، مؤمنين ومؤمنات، وحجاجا اتقياء من مختلف بقاع العالم. نرحب بغبطتك راعيا، تحمل لنا صورة حية للمسيح الراعي الصالح، الذي أقامك خادما وراعيا لكنيسته، في وطنه الأرضي (1 طيم 1/12)، لتخدم شعبه المقدس، بالأمانة لرسالة التعليم والتقديس والتدبير.
معك يا صاحب الغبطة، نقف اليوم على العتبة بين الماضي والمستقبل. معك ننظر الى الماضي، ونعتز ونفتخر برعاتنا السابقين. لقد حافظوا على وديعة الإيمان، ورعوا قطيع المسيح، وقادوه الى مراعي النعمة الخصبة، وخدموه بعدل ومحبة. وأنت خليفتهم، تتابع بناء كنيسة الله من حيث وصلوا بها. فمعك ايضا ننظر الى المستقبل بثقة، لأنك، على مثالهم، سوف تسير على خطى المسيح. وسوف يفيض قلبك الأبوي الكبير حبا وحنانا، فيجدَ فيه جميعُ أبنائك، في كل بلدة ومدينة من الأبرشية، مكانا لهم. وتسهر على وديعة الإيمان، وتقدس نفسك، مضحيا من اجل قطيعك، ليكون قطيعا مقدسا في الحق، وتقوده الى الملكوت السماوي.
كاتدرائيتك يا صاحب الغبطة، هي كنيسة الفداء، بالصليب والجلجلة والقيامة. فيها يعلّم المسيح أحباءه، ان الموت والحياة، ان صليب الجلجلة وقبر القيامة، لا ينفصلان. ينبغي للمسيح أن يكابد الالام، قبل ان يدخل الى مجده (لو 24/26). فالله ينظر الى الألم والحياة، غير نظرتنا البشرية. طرق الله ليست طرق البشر. دخل المسيح عالم الالم، لا ليقضي على الألم في حياة الانسان، بل ليملأه بحضوره فيمنحَه معناه الحقيقي. نحن تلامذة المسيح، وحسب التلميذ ان يكون مثل معلمه. فنحن كلنا، الرعاةُ والرعية، مدعوون الى مشاركة المعلم الالهي، في سره الفصحي، في سر موته وقيامته المجيدة.
ففي رعايتك الابوية وغيرتك الرسولية، تدخل في سر المسيح الفصحي من بابه الواسع، وتشارك قطيعَك وشعوبَ هذه البلاد المقدسة، ما يعانون اليوم من انعدام السلام العادل، وغياب الامن والاستقرار. وعلى مثال القديس بولس، تكون كلا للكل: تشارك المحزونين احزانهم، وتبكي مع الباكين، وتقف الى جانب المظلومين، وتدين كل عنف وبغض وكراهية، وتفرح مع الفرحين، لان الحب الذي علمنا اياه السيد المسيح لا حدود له ويشمل كل انسان. إننا نضع رجاءنا برب الجلجلة والقيامة، ذاك الرجاء الذي زرعه فينا سر العماد المقدس، الذي لا يرتكزُ على معطيات بشرية، ولا تحصرُه سلبيات ومطبات وحدود دنيوية. فالمسيح القائم من القبر ممجدا الذي صالح البشرية الخاطئة مع الله، هو وحدُه، يستطيع ان يُليّنَ قلوب البشر، وان يحقق أماني شعوبِنا وتطلعاتِهم الى المصالحة والسلام العادل، في ارض السلام: لا شيء يعجز الله.
الى امنا مريم، الشريكة في عمل الفداء، الواقفة بجانب الصليب والمصلوب، سلطانةِ بلادنا المقدسة، نرفع صلاتَنا الحارة، ملتمسين منها أن تغمرك بعطفها وحنانها الوالديين، لتكون أبا، وراعيا مضحيا، تقودُ قطيعك وتبنيه، وتذودُ عنه بحزم وفطنة، وتسهمُ في بناء المجتمع كله بالمحبة.
نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس تكون مع غبطتك دائما. آمين.
المطران سليم الصائغ،
الاسقف المساعد في عمان
القدس، كنيسة القيامة 22 حزيران 2008