التاسع والعشرون من يونيو
روما، الجمعة 27 يونيو 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم التاسع والعشرين من يونيو للبابا بندكتس السابع عشر، من كتاب “بندكتس”.
بطرس وبولس
الهدف من رسالة الكنيسة هو إنسانية باتت بذاتها مجدًا حيًا لله، وهذه هي العبادة الحقة التي ينتظرها الله: هذا هو المعنى العميق للكاثوليكية… مثل بولس، جاء بطرس أيضًا إلى روما، المدينة التي كانت ملتقى كل الشعوب والتي، لهذا السبب بالذات، يمكن أن تكون التعبير الأول عن شمولية الإنجيل. لا بد أن بطرس شعر، عندما قام بالرحلة من أورشليم إلى روما، بأن أصوات الأنبياء، وإيمان وصلاة إسرائيل تقوده… ينتهي مزمور الآلام العظيم، المزمور 22، والذي تلفظ يسوع بآيته الأولى على الصليب، “إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟”، ينتهي بهذه الرؤية: “جميع أقاصي الأرض تتذكر وإلى الرب تتوب؛ وجميع عشائر الأمم أمامه تسجد” (مز 22، 28). عندما جاء بطرس وبولس إلى روما، كان الرب الذي تلفظ بهذا المزمور على الصليب قد قام؛ وتم الآن تبشير كل الشعوب بانتصار الله، فتحقق بالتالي الوعد الذي يختم المزمور…إن وحدة البشر على تنوعهم صارت ممكنة لأن الله، إله السماوات والأرض الأوحد، أظهر نفسه لنا؛ لأن حقيقة حياتنا الجوهرية، حقيقة “من أين؟” و “إلى أين؟” باتت مرئية عندما كشف نفسه لنا وأرانا وجهه في يسوع المسيح. إن حقيقة جوهر كياننا هذه، جوهر حياتنا وموتنا، حقيقة أظهرها الله، هي حقيقة توحدنا وتجعل منا إخوة. الكاثوليكية والوحدة تسيران سوية. وللوحدة مضمونها: الإيمان الذي نقله الرسل إلينا باسم المسيح.