بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الاثنين 30 يونيو 2008 (Zenit.org). – افتتح الأب الأقدس بندكتس السادس عشر السنة البولسية نهار السبت 28 يونيو في بازيليك القديس بولس خارج الأسوار في روما. وقد ترأس الأب الأقدس للمناسبة الاحتفال بصلاة الغروب بحضور صاحب القداسة بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الأول، وممثلين عن مختلف الكنائس والجماعات الكنسية.
وتوقف البابا في معرض حديثه على لقاء بولس بالمسيح القائم على طريق دمشق حيث سأل الرب بولس: “شاول، شاول، لما تضطهدني؟” فأجاب الفريسي الغيور: “من أنت يا رب؟” فأجاب المسيح: “أنا يسوع الذي تضطهده” (رسل 9، 4 +).
وعلق البابا بالقول: “باضطهاده الكنيسة يضطهد بولس يسوع بالذات”، “يماثل يسوع نفسه مع الكنيسة بشخص واحد”.
الكنيسة جسد المسيح
وشرح البابا في هذا الإطار أن الكنيسة ليست جماعة تريد أن تعزز قضية ما. الكنيسة لا تحمل قضية، بل تحمل شخص يسوع المسيح، الذي بقي “جسدًا” حتى بعد القيامة”.
يسوع حاضر شخصيًا في كنيسته، فهو الرأس والكنيسة هي الجسد وسوية يشكلان المسيح الكامل (Christus totus) بحسب القديس أغسطينوس.
واستشهد الأب الأقدس ببولس الذي يسأل القورنثيين: “ألا تعرفون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح؟” (1 كور 6، 15). ويضيف مقاربًا بين سر المسيح والكنيسة وسر اتحاد الرجل بامرأته: “كما هو الحال في كتاب التكوين حيث يضحي الرجل والمرأة جسدًا واحدًا، كذلك المسيح مع خاصته يضحي روحًا واحدًا، أي يضحي شخصًا فريدًا في عالم القيامة الجديد” (راجع 1 كور 6، 16 +).
الافخارستيا والوحدة
ومن هذا المنطلق وسع الأب الأقدس التفكير مشيرًا إلى أن سر هذه الوحدة هو إظهار لس الافخارستيا، “الذي فيه يهب المسيح باستمرار جسده ويجعلنا جسده”.
يقول بولس في هذا الصدد: “الخبز الذي نكسره، اليس شركة مع جسد المسيح؟ لأن هناك خبز واحد، ونحن، رغم أننا كثر، فنحن جسد واحد: جميعنا نشترك بالخبز الواحد” (1 كور 10، 16 +)”.
وأشار البابا إلى أن كلمات بولس هي أيضًا كلمات الرب بالذات الذي يسألنا كمسيحيين منقسمين: “كيف استطعتم أن تمزقوا جسدي؟”.
وتابع الأب الأقدس: “أمام وجه المسيح، هذه الكلمة تضحي في الوقت عينه طلبًا ملحًا: لُمَّ شملنا من كل الانقسامات. فليضحي اليوم من جديد حقيقة هذا الأمر: هناك خبز واحد، ولهذا، نحن، رغم كثرتنا، نحن جسد واحد”.
وتابع بالقول: “بالنسبة لبولس، الكلام عن الكنيسة كجسد المسيح ليس تشبيهًا كسواه. إنه أمر يتخطى التشبيه. “لم تضطهدني؟” يجتذبنا يسوع باستمرار إلى داخل جسده، ويبني جسده انطلاقًا من المحور الافخارستي، الذي هو بالنسبة لبولس محور الوجود المسيحي، والذي بفضله، يستطيع كل فرد أن يختبر بشكل شخصي: أحبني وبذل ذاته لأجلي”.