الحادي والثلاثون من أغسطس

روما، الأحد 31 أغسطس 2008 (zenit.org). - ننشر في ما يلي تأمل اليوم الحادي والثلاثين من أغسطس للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".

الليتورجية كولوج في الواقع

هناك تجربة تكمن في اعتبار هذا البعد من الليتورجية –  أي تعليقها بين صليب المسيح وولوجنا الحي في ذلك الذي تألم بدلاً عنا ويريد أن يضحي واحدًا معنا (غل 2، 13 . 28) – كتعبير عن متطلباتها الخلقية. من دون شك، تتضمن العبادة المسيحية بعدًا خلقيًا، ولكنها تتجاوز إلى حد كبير الخلقية البحتة. لقد مضى الرب أمامنا. لقد سبق وفعل ما يجب علينا فعله. افتتح السبيل الذي لم يكن بوسعنا أن نكون فيه روادًا، لأن قوانا لا تستطيع أن تمتد لتبني جسر تواصل بيننا وبين الله. لقد صار هو بالذات الجسر. والتحدي الآن هو أن نسمح له بأن يعانقنا بذراعيه المشرعتين اللتين تجذباننا إليه. هو القدوس، يبجلنا بقداسته التي لا يستطيع أحد منا أن يحوزها لذاته. يتم إدخالنا في هذه العملية التاريخية الضخمة التي تقود العالم نحو تحقيق صيرورة الله "كلاً في الكل"... لم تعد الليتورجية المسيحية عبادة تعويضية، بل مجيء المخلص الذي يمثلنا إلينا، ودخول في تمثيله الذي هو ولوج في الواقع بالذات... الليتورجية هي السبيل الذي بواسطته يدخل الزمان الأرضي في زمن يسوع المسيح وحاضره. إنها نقطة التحول في عملية الفداء. يحمل الراعي الخروف الضال على كتفيه ويقوده إلى الحظيرة.