السادس والعشرون من أغسطس

روما، الثلاثاء 26 أغسطس 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم السادس والعشرين من اغسطس للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".

السيامة الكهنوتية والافخارستيا

ارتباط الاحتفال بالافخارستيا بالسيامة الكهنوتية ليس أمرًا من اختراع الكنيسة... التلفظ بتلك الكلمات ممكن فقط في سر الكنيسة ككل، وعبر السلطة التي تملكها الكنيسة وحدها، في وحدتها وملئها. السيامة الكهنوتية هي أن يوكل إلى شخص ما الرسالة التي تحملها الكنيسة برمتها في وحدتها والتي نالتها بدورها... هناك أمر عظيم يحدث هنا وهو أعظم من كل ما نستطيع القيام به من تلقاء ذاتنا. لا تعتمد عظمة ما يحدث على طريقة قيامنا به، ولكن كل جهودنا للقيام حسنًا بهذه الخدمة تصب فقط في إطار خدمة هذا العمل العظيم الذي يسبق عملنا والذي لا نستطيع القيام به من تلقاء ذاتنا. يجب أن نتعلم من جديد أن الافخارستيا ليست أبدًا ما تقوم به الجماعة فقط، بل أننا ننال فيها من الرب ما قد وهبه للكنيسة بأسرها. أتأثر دومًا لدى سماعي سرد الأخبار التي جرت في السجون النازية، أو في المعتقلات الروسية، حيث اضطر الناس أن يتخلوا عن الافخارستيا لأسابيع أو لشهور ولكنهم لم يقوموا بالعمل العشوائي المتألف بالاحتفال بها من تلقاء ذواتهم؛ بل إنهم جعلوا من شوقهم، ومن انتظارهم للرب الذي وحده يستطيع أن يهب ذاته لهم، احتفالاً بالافخارستيا. في افخارستيا الشوق هذه استعدوا لقبول هبته بشكل جديد، وتقبلوها كأمر جديد، عندما كان أحد الكهنة بشكل أو بآخر يجد قليلًا من الخبز والخمر.