التاسع عشر من أغسطس
روما، الأربعاء 20 أغسطس 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم التاسع عشر من اغسطس للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
العبادة وهويتنا الحقة
الابتعاد عن الله يقود لا محالة إلى الاختباء تحاشيًا لله. تتحول ثقة المحبة فجأة إلى خوف من الإله الجبار الخطير والمرعب… العبادة، إذا ما فهمناها بمعناها المناسب، تعني أنني أنا ذاتي حقًا فقط عندما أقيم علاقات، وفقط في تلك الحال، أنا أمين لمبدأ كياني الداخلي. وحياتي في هذا الإطار هي توق إلى إرادة الله، أي نحو حياة مطابقة أكثر للحقيقة والحب. لا يتعلق الأمر بالقيام بأمور لاسترضاء الله. العبادة تعني أن أقبل أن ما من شيء محدود يستطيع أن يكون هدفي أو أن يقرر وجهة حياتي، بل أنه يجب عليّ أن أتسامى على كل الأهداف الممكنة… يعتنق الله دومًا ما يبدو غير مهم ويُظهر نفسه للإنسان في ما يبدو مجرد غبار تافه، أو، كما في الناصرة، في ناحية صغيرة مجهولة. ولذا، فالله يصلح دومًا مقاييسنا وأحكامنا… والإنسان عبر إعطاء أهمية متضخمة لذاته يدمر ذاته الحقيقية.