روما، الأحد 24 أغسطس 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الرابع والعشرين من اغسطس للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
الخلاص، العهد، والعبادة
السبت هو علامة العهد بين الله والإنسان؛ يلخص السبت الكنه الباطني للعهد. يمكننا وهذه الحال أن نشرح الغاية من سرد الخلق بهذا الشكل: لقد وُجدت الخليقة لكي تكون فسحة للعهد الذي يريد الله إقامتَه مع الإنسان. هدف الخلق هو العهد، أي علاقة الحب بين الله والإنسان. حرية البشر ومساواتهم التي يسعى السبت إلى إحقاقها، ليست مجرد نظرة أنثروبولوجية أو اجتماعية؛ بل يمكننا أن نفهمها أيضًا ببعدها اللاهوتي. فقط عندما يدخل الإنسان في عهد مع الله يستطيع أن يكون حرًا حقًا. وعندها فقط تظهر جليًا مساواة وكرامة كل البشر. وبما أن كل شيء يهدف إلى العهد، فمن الأهمية بمكان أن نرى أن العهد هو علاقة: هو هبة الله ذاته للإنسان، ولكن أيضًا جواب الإنسان لله. جواب الإنسان لله الصالح هو الحب، وحب الله يعني عبادته. إذا كان الخلق فسحة للعهد، أي الفسحة التي يلتقي فيها الله والإنسان، يجب إذًا أن نفهم هذه الفسحة كفسحة عبادة… ما هي العبادة؟ ماذا يجري في العبادة؟… العبادة تعني الخروج من حالة الانفصال، من الاستقلالية الظاهرة، من العيش فقط من أجل الذات وفي الذات. تعني أن نخسر ذاتنا كالسبيل الوحيد لإيجاد ذاتنا (مر 8، 35؛ مت 10، 39). لهذا السبب تمكن القديس أغسطينوس أن يقول أن “الذبيحة” الحقة هي “مدينة الله”، أي البشرية التي حولها الحب، تأليه الخليقة واستسلام كل الأشياء لله: الله كلٌ في الكل (1 كور 15، 28). هذه هي غاية العالم. هذا هو كنه الذبيحة والعبادة.