الخامس والعشرون من أغسطس
روما، الاثنين 25 أغسطس 2008 (zenit.org). - ننشر في ما يلي تأمل اليوم الخامس والعشرين من أغسطس للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".
التعاون مع الله في الليتورجية
هذا هو جوهر جدة الليتورجية المسيحية وعلامتها الفاصلة: الله بالذات يعمل ويقوم بما هو جوهري. يفتتح الله خلقًا جديدًا، ويمكننا من الوصول إليه، لكيما عبر عناصر الأرض، عبر تقادمنا، نستطيع أن نتواصل معه بطريقة شخصية... هل يستطيع الإنسان الخاطئ والمحدود أن يعاون في عمل الله اللامتناهي والقدوس؟ نعم يستطيع، وذلك لأن الله بالذات صار إنسانًا، صار جسدًا، وفي الليتورجية يأتي مرارًا وتكرارًا عبر جسده إلينا نحن العائشين في الجسد. إن حدث التجسد برمته، مع الصليب والقيامة والمجيء الثاني حاضر كالسبيل الذي من خلاله يجذب الله الإنسان إلى التعاون معه... طبعًا، لقد سبق الله وتقبل ذبيحة اللوغوس وهي قائمة إلى الأبد. ولكن يجب أن نصلي أيضًا لكي تضحي هذه الذبيحة ذبيحتنا نحن، ولكي نتحول نحن بالذات إلى اللوغوس، لكي نمتثل إلى اللوغوس، ولكي نضحي جسد المسيح الحق. هذه الصلاة بالذات هي سبيل إلى التجسد والقيامة، سبيل نستقله في وجودنا المتنقل... في كلمات القديس بولس، المسألة هي مسألة "اتحاد بالرب" لكي نصير "روحًا واحدًا معه" (1 كور 6، 17). محور المسألة هو أن الفرق بين عمل المسيح وبين عملنا قد تلاشى الآن. هناك عمل واحد فقط، وهذا العمل هو في الوقت عينه عمله وعملنا – وهو خاصتنا لأننا صرنا "جسدًا واحدًا وروحًا واحدًا" معه. تقوم وحدة الليتورجية الافخارستية في أن الله بالذات يعمل وأننا ننجذب إلى صلب عمل الله هذا.