السابع والعشرون من أغسطس
روما، الأربعاء 27 أغسطس 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم السابع والعشرين من أغسطس للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
سبيل المعرفة المؤدي إلى الله
عندما يقف المرء بصدد الأسئلة الأخيرية لا يعود التفكير منفصلاً عن العيش. خيار الله هو في الوقت عينه قرار عقلي ووجودي – والواحد يقرر الآخر بشكل متبادل. لقد مثّل أغسطينوس هذا الترابط بشكل دراماتيكي في قصة ارتداده. يتحدث عن عوائد حياة تائهة موجهة بالكلية إلى الأمور المادية… يتحدث عن سعيه للانعتاق لكي يوضح سبيله صوب الله، صوب الإله العامل، ويشبه هذه الحالة بحالة شخص حالم يسعى إلى أن يستيقظ ليتملص من الحلم، ولكنه يعود مرة وثانية فيغوص في عالم الأحلام. يصف كيف أنه اختبأ وراء ظهره، إذا جاز التعبير، وكيف أن الله أخرجه من مخبئه عبر كلمة صديق، فاضطر أن ينظر إلى ذاته وجهًا لوجه. تتطلب المعرفة الجديدة أن تُرفق بحياة متجددة تفتح آفاقنا المنغلقة. لهذا السبب كانت الكنيسة القديمة تنظر إلى الارتداد إلى الإيمان… كصداقة حياة جديدة، تضحي ممكنة فيها خبرات جديدة وتقدم داخلي… إن سبيل المعرفة التي تقود إلى الله وإلى المسيح هي أسلوب عيش. في اللغة الكتابية: لكي نتعرف إلى المسيح من الضروري أن نتبعه. فقط بهذا الشكل نعرف أين يقيم. ردًا على السؤال: “أين تقيم؟” (من أنت؟)، يجيب يسوع دومًا بهذا الشكل: “تعال وانظر” (يو 1، 38 – 39). لقد تمكن التلاميذ -أن يعطوا جوابًا للسؤال عن يسوع يختلفه عن أجوبة “البشر” [بشكل عام]، لأنهم عاشوا برفقة يسوع.