الفاتيكان، الأربعاء 27 أغسطس 2008 (Zenit.org). – تابع البابا بندكتس السادس عشر، في تعليم الأربعاء في قاعة بولس السادس، التفكير حول رسول الأمم مقدمًا سيرة مختصرة له.
ولد بولس في طرسوس في كيليكيا في السنة 8 للمسيح. كان بولس عبرانيًا من يهود الشتات، وكان يتحدث اليونانية رغم أن اسمه كان لاتيني الأصل، مشتقًا من التناغم الصوتي مع الأصل العبراني شاولساولوس، وكان يتمتع بالجنسية الرومانية (راجع رسل 22، 25 – 28).
وعلق البابا بالقول: “يبدو بولس قائمًا على حدود ثقافات ثلاث – الرومانية، اليونانية، العبرانية – وربما لهذا السبب كان متوفرًا لانفتاح شمولي خصب، ولوساطة بين الثقافات، ولشمولية حقة”.
ولدى بلوغه 13 عامًا من العمر، ترك بولس طرسوس وانتقل إلى أورشليم لكي يتتلمذ على يد رابي جملائيل الشيخ، حفيد الرابي العظيم هلال، بحسب أقسى قوانين الفريسيين، وحاز على غيرة كبيرة لتوراة موسى.
وبعد ارتداده على طريق دمشق، تحولت حياته وصار رسولاً لا يضنك للإنجيل. “بالواقع، – تابع البابا – دخل بولس التاريخ أكثر لما قام به كمسيحي، لا بل كرسول، منه كفريسي. تقليديًا، تقسم حياته الرسولية انطلاقًا من رحلاته التبشيرية الثلاث، والتي يضاف إليها ذهابه إلى روما كسجين. يخبرنا عنها جميعها لوقا في أعمال الرسل”.
وبعد أن سرد الأب الأقدس المراحل الهامة في رحلات بولس قال في الختام: “يكفي أن نعي كيف أنه التزم بإعلان الإنجيل دون أن يوفر جهدًا، مواجهًا سلسلة من التجارب الصعبة، ترك لنا عنها تعدادًا في الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس (راجع 11، 21 – 28). فآخر الكلام، بولس هو من كتب: “أنا أفعل كل شيء للإنجيل” (1 كور 9، 23)، ممارسًا بسخاء مطلق ما يسميه “الاهتمام بكل الكنائس” (2 كور 11، 28). نعاين التزامًا يمكن تفسيره فقط عبر نفس سباها حقًا نور الإنجيل، وتيمها حب المسيح، نفس تدعمها قناعة راسخة: من الضروري حمل نور المسيح إلى العالم، وإعلان الإنجيل للجميع”.
وأيضًا: “هذا، بنظري هو ما يبقى لنا من هذه النظرة المختصرة إلى رحلات القديس بولس: رؤية شغفه بالإنجيل، وحدس عظمة الإنجيل وجماله، لا بل ضرورة الإنجيل العميق لنا جميعًا”.