الثامن والعشرون من أغسطس
روما، الخميس 28 أغسطس 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثامن والعشرين من اغسطس للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
الارتداد كبداية جديدة
يرتكز اللاهوت على بداية جديدة في الفكر ليست هي ثمرة تفكيرنا، بل هي ثمرة اللقاء مع “الكلمة” الذي يسبقنا جميعًا ودومًا. الارتداد هو فعل قبول لهذه البداية الجديدة. “بما أن لا لاهوت دون الإيمان، لذا ما من لاهوت دون ارتداد. وللارتداد أشكال مختلفة عدة. فليس من الضروري أن يكون حدثًا فوريًا، كما كان الحال مع أغسطينوس… ولكن بشكل أو بآخر يجب على المرتد أن يجاهر شخصيًا معلنًا نَعَمه لهذه البداية الجديدة ويتحول حقًا من الـ “أنا” إلى الـ “لست أنا من بعد”… هذا هو السبب وراء تعلق الإيمان بالمرتدين تعلقًا وثيقًا؛ هذا هو السبب الذي يوضح لنا لِمَ يستطيع التائبون مساعدتنا على وعي أسباب الرجاء الكامنة فينا (1 بط 3، 15) وعلى الشهادة لها. الارتباط بين الإيمان واللاهوت لا يقتصر على نوع من العاطفية أو الهذر التقوي بل هو نتيجة مباشرة لمنطق الأمور وهو ثمرة التاريخ بكامله… لا يمكننا فهم أغسطينوس بمعزل عن مسيرته المولعة نحو حياة مسيحية جذرية. وأيضًا، ما كان اللاهوت البونافنتوري والفرنسيسكاني في القرن الثالث عشر ممكنًا بمعزل عن الصورة الجديدة والمعبرة للمسيح التي حملتها شخصية القديس فرنسيس الأسيزي، وما كان توما الأكويني ليُوجد لولا نهضة الإنجيل والتبشير التي حملها القديس عبد الأحد.