بقلم روبير شعيب
بغداد، الخميس 5 فبراير 2009 (Zenit.org). – بالرغم من أن المسيحيين لم يحصلوا سوى على 3 مقاعد، إلا أن رئيس اساقفة كركوك، المطران لويس ساكو، اعتبر أن الانتخابات في مجالس المحافظات هي “خطوة إلى الأمام” بالنسبة للمسيحيين.
في مقابلة إلى المنظمة الإنسانية، “عون الكنيسة المتألمة”، اعتبر ساكو أن الاولية التي يجب أن تعالجها مجالس المحافظات لا يمكن أن تكون فقط مسألة الأمن، بل أيضًا التلاحم الاجتماعي وإنماء النظام الصحي والنظام التربوي.
خلافًا لانتخابات عام 2005، تمكن السنة أن يصوتوا هذه المرة. وهذا الأمر سيحمل الشعب العراقي على تحمل المسؤولية الكاملة في تنمية العراق.
في هذا الإطار، لفت رئيس الأساقفة إلى أنه سيكون صعبًا بالنسبة للمسيحيين أن يكون لهم صوتًا في الحكومة وفي النقاش العام، بسبب الضعف الذي ضرب موقفهم جراء الانقسامات بين السياسيين المسيحيين.
وبما أنهم يتمتعون بثلاثة مقاعد فقط، فالخطر الممكن هو أن يتم إهمالهم بالكلية. هذا وقد صادق البرلمان العراقي في نوفمبر 2008 على المادة 50 من قانون انتخابات المحافظات والذي منح فقط 6 مقاعد للأقليات في مجالس المحافظات، من بينها 3 للمسيحيين في بغداد، البصرة والموصل.
مرحلة جديدة
وأضاف: “لكن بالرغم من كل، تبقى هذه الإنتخابات إيجابية، وهي خطوة إلى الأمام. وهي خبرة جديدة بالكلية بالنسبة لنا”.
وفي حديث له إلى إذاعة الفاتيكان، صرح ساكو إلى أنه “من الأهمية بمكان أن يستطيع العراقيون الآن أن يختاروا بحرية. ففي السابق كان القرار مكيفًا ومسيّرًا مئة بالمئة أما الآن فلا”.
“والمقاعد الثلاث هي أفضل من لا شيء. ففي وقت لاحق نستطيع أن نطلب أكثر”.
ولكنه أضاف معترفًا أنه لم يتم احترام جميع حقوق الأقليات: “لقد شرحوا لنا، على سبيل المثال، أنه إذا نلنا عشرة مقاعد، سنؤثر سلبًا على التوازن السياسي بين الجماعات المختلفة، الأمر الذي سبب قلقًا. ولذا قيل لنا: من الأفضل أن تنالوا مقعدًا أقل في هذه المرحلة، إلى أن تنالوه من جديد في ما بعد. لقد قدموا لنا وعودًا إلا أنه ما من شيء أكيد”.
التمييز بين الدين والسياسة
ودعا رئيس الأساقفة إلى مساعدة الجميع على التمييز بين الدين والسياسة. فحتى الآن كان المسيحيون يعتبرون أعداء. ولكن لا يوجد حكم مسيحي هنا. فالدين شيء والسياسة شيء آخر. وإذا تم التوصل إلى فهم الفرق بين الدين والسياسة، ستكون الأمور على ما يرام”.
واعترف أن هناك حاجة إلى زمن طويل لتغيير العقلية واللعبة السياسية. فالقسم الأكبر من المعنيين يريد كل شيء دون أن يفكر بالآخرين.
وبما أن الكثير من المسيحيين يعودون الآن من الدول التي تهجروا إليها، اعتبر رئيس الأساقفة أنه من الممكن الآن “مطالبة الحكومة الجديدة بوزير يعنى بحماية الأقليات الدينية والعرقية”.
بحسب مصادر الأمم المتحدة، شارك في انتخابات 31 يناير اكثر من نصف الناخبين العراقين الذين يبلغ عددهم 15 مليون نسمة، وكان عليهم أن يختاروا بين ما يزيد عن 144000 مرشح لـ 440 مقعد في مجالس المحافظات في محافظات العراق الـ 18.