قُرع ناقوس الخطر، فالمسيحيون في الشرق الأوسط يشكّلون الآن حوالي 7% فقط من مجموع السكان في المنطقة. تعيش أغلبيتهم في مصر ولبنان، بينما يعيش البعض منهم في العراق وسوريا، وتركيا، وإيران وإسرائيل والأردن والأراضي الفلسطينية. ويُعتبرون أقليّة في جميع الأمكنة تقريباً في الشرق الأوسط.ولأغلب الكنائس في الشرق الأوسط رعايا أو كنائس شقيقة في الولايات المتحدة وفي كل أنحاء العالم.


عبّر المشاركون، بهذا الصدد، عن رأيهم وهو أنّ الأديان في الشرق الأوسط لا تشمل فقط اليهودية والإسلام. لذلك، أشاروا إلى الحاجة الماسة لإعلام الجمهور الأميركي بأن المسيحيين في الشرق الأوسط لا يزالون موجودين كإحدى الجماعات الدينية المهمّة في تلك المنطقة، وأنّه على الرغم من معاناتهم، ساعدهم الروح القدس على أن يبقوا على قيد الحياة ويشهدوا للمسيح. كما ناشدوا الجميع إلى دعم الحضور المستمرّ للمسيحيين في المنطقة وجهودهم للعيش والإزدهار بسلام.


لقد كان ولا يزال المسيحيون يقومون بمساهماتٍ مهمّة لتنمية الثقافة الشرق أوسطية.، لقد عزّزوا جواً روحياً مهماً من خلال النظام الرهباني، وأمّنوا تربيةً جيّدة من خلال المدارس والجامعات، واهتمّوا بالمرضى من خلال المستشفيات والعيادات وخدموا حركة الوحدة المسيحية، التي تحوّلت إلى علامة رجاء لوحدة جميع الشعوب والأمم.
عالج المشاركون التحديات السياسية الدينيّة التي أدّت إلى رحيل العديد من المسيحيين من الشرق الأوسط لأنهم يفقدون الأمل في المستقبل. ومع ذلك، كان معلوماً أن المسيحيين يريدون أن يستمرّوا يالعيش في وطنهم، ويشهدوا في المنطقة حيث ولد المسيح وحيث تجذّرت المسيحية خلال آخر ألفي سنة. وليتمكّنوا من تعزيز الحب والسلام بين جميع الشعوب، يريدون أن يجدوا مع اليهود والمسلمين صيغة لا تكون بعيدة عن الدين، ولا مستعرقة، ولا ثيوقراطية، وإنما تحترم الدين وتضمن التعدّدية، والمساواة والحرية.


ويركّز المسيحيون في الشرق الأوسط بشكلٍ متزايد على التنسيق بين الأديان في تعزيز الحوار بدلاً من الصراع والتوصّل مع الآخرين إلى حلّ ملائم للأزمات الأيديولوجية والروحية في منطقتهم. ويكمن رجاؤهم أيضاً في تعزيز السلام من أجل ضمان حياةٍ مشتركة بين جميع الكائنات البشرية التي خُلِقت "على صورة الله ومثاله". (سفر التكوين 1:27).
وفي نهاية المؤتمر، اتّفق المشاركون في المؤتمر على أهميّة تركيز جميع الجهود في الولايات المتحدة وفي دول أخرى على أربع مجالات لدعم المسيحيين في الشرق الأوسط وهي التالية:

* المساعدة الإنمائية: على المسؤولين والمنظمات والأفراد في الولايات المتحدة أن يدعموا ماليّاً المؤسسات المسيحية، والكنائس والأديار، وأن يستثمروا في الشرق الأوسط لخلق فرص عمل التي تحول دون هجرة الشباب عبر البحار. وعلى المغتربين أيضاً أن يبذلوا جهداً أكبر لمساعدة أقاربهم والمسيحيين الآخرين في وطنهم الأم. 

* دعم وسائل الإعلام: تمّ تذكير المسيحيين في الولايات المتحدة أنّ نشر البشرى السارّة هي رسالة مقدّسة لكل مسيحي. ومن خلال دعم محطة نورسات، يدعمون الجهود للإشتراك في نور المسيح في الشرق الأوسط. فإنّ التنسيق الناشط لإنشاء "مدينة الإعلام" في لبنان التي تتضمّن ثلاث فضائيات، ومكاتب مختلفة تمثّل كل الكنائس في المنطقة، فضلاً عن أرشيفها ومواردها الإعلامية الضخمة، يعزّز تعلّق المسيحيين من كافة الجنسيات بوطنهم.

 * المساعدة السياسية: يستطيع الأميركيون، من خلال تقديم عريضة إلى ممثليهم والمسؤولين عنهم، أن يلعبوا دوراً فعّالاً في التأثير في المراكز في حكومتهم للدّفاع عن حقوق الأقلية في الشرق الأوسط وكذلك حقوق الإنسان. 

* المساعدة الروحية: تمّ تشجيع المسيحيين في العالم على تقديم الصلوات والتضحيات للتخفيف من معاناة إخوتهم وأخواتهم ومشقّاتهم في الشرق الأوسط. عليهم أن يتوصّلوا إلى تقدير عظيم لواقع المسيحية، التي بدأت ولاتزال في الشرق الأوسط.
وقد يتمّ اختيار يوم للصلاة من أجل المسيحيين في الشرق الأوسط، ربما في عيد الزيارة (في 25 آذار). وكذلك، قد يقرّب بشكل نهائي تنظيم رحلات الحجّ إلى الأرض حيث ولد يسوع جناحي المسيحية، وهما الشرق والغرب. أخيراً، علينا أن ندرك أنّ الإنجيل ليس فقط كتاباً مطبوعاً وإنما طريقة لعيشه في هذا العالم. 

للمزيد من المعلومات www.noursat.com أو www.camect.org

تيلي لوميار