مدريد، الأحد 8 فبراير 2009 (Zenit.org). – . – عن إذاعة الفاتيكان – أنهى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكردينال ترشيزيو برتوني يوم أمس الخميس زيارته لمدريد بإلقاء محاضرة في مقر مجلس أساقفة إسبانيا تحت عنوان “حقوق الإنسان في تعليم البابا بندكتس السادس عشر” تزامنًا والذكرى 60 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وجاءت الزيارة التي استغرقت ثلاثة أيام تلبية لدعوة مجلس الأساقفة، التقى خلالها الملك خوان كارلوس ورئيس الحكومة لويس رودريغز زاباتيرو ورئيس الحزب الشعبي وزعيم المعارضة ماريانو راخوي. قال الكردينال ترشيزيو برتوني إن الأحبار الأعظمين عبّروا غير مرة عن تقدير الكنيسة الكاثوليكية لقيمة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وأشار إلى أن البابا بندكتس السادس عشر وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيسان أبريل الماضي، قال إنه يتم تقديم حقوق الإنسان أكثر فأكثر كلغة مشتركة وركيزة أخلاقية للعلاقات الدولية.
وذكّر الكردينال برتوني بما جاء في المجمع الفاتيكاني الثاني بأن الكنيسة الكاثوليكية تنادي بحقوق البشر، بمقتضى الإنجيل الذي تسلمته وتُقر وتقدّر تمام التقدير حيويةَ عصرنا الذي يعطي أينما كان وثبةً جديدة لهذه الحقوق، وتابع أن البابا بندكتس السادس عشر أكد في الذكرى 60 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان أن هذه الوثيقة تشكل حتى يومنا هذا نقطة ارتكاز فائقة الأهمية للحوار بين الثقافات حول حرية الإنسان وحقوقه.
وأضاف الكردينال برتوني: ينبغي أن تشكل الحماية القانونية حقوق الإنسان أولوية كل دولة، وأشار إلى أن كرامة الشخص البشري تشكل مسألة رئيسة في عقيدة الكنيسة الاجتماعية، مشددًا على أهمية احترام الحياة منذ الحبل بها وحتى موتها الطبيعي. وذكّر أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان بهذا الصدد بما قاله البابا في الرابع من فبراير 2007: فالحياة التي هي عمل الله، لا ينبغي إنكارها على أحد ولا حتى على الصغير الذي سيولد، لاسيما عندما تكون هناك إعاقات خطيرة.
كما وشدد الكردينال برتوني على أن الحرية الدينية حق أولي للإنسان غير قابل للتصرف، وذكّر في ختام كلمته بما قاله البابا في السابع من ديسمبر كانون الأول من عام 2008: من أجل الشعوب المنهكة من البؤس والجوع وجمع اللاجئين والمتألمين من انتهاكات حقوقهم، تقف الكنيسة حارسة على جبل الإيمان العالي وُتعلن قائلة كما ورد في نبوءة أشعيا “هوذا السيد الرب يأتي بقوة”.
