الهند: وساطة الكنيسة الكاثوليكية بين المسلمين والسكان الأصليين بودو

بقلم غرة معيط

Share this Entry

في خطوة نحو عملية السلام

الاثنين 16 فبراير 2009 (ZENIT.org) – في الهند وتحديداً في ولاية آسام، تعمل الكنيسة الكاثوليكية على إقناع المسلمين والسكان الأصليين بودو بالالتزام بعملية السلام، على ما أعلنت في 12 فبراير “كنائس آسيا” وكالة إرساليات باريس الأجنبية.

ففي الخامس من فبراير الجاري شهدت ولاية آسام الواقعة في شمال شرق الهند، حضور عشرين مسؤولاً من الجماعة المسلمة في لقاء مع ممثلين عن جماعة بودو، لقاء وصفه المونسنيور توماس منمبرابيل، رئيس الأساقفة الكاثوليكي في جواهاتي، بـ “التقدم المذهل”.

هذا الاجتماع الذي عقد في جواهاتي كان يهدف إلى مباشرة عملية السلام بين المسلمين وجماعة بودو(1)، قوم من السكان الأصليين ذات أغلبية هندوسية وأحيائية. ففي أكتوبر 2008 أدت صدامات بين الجماعتين في مقاطعتي أودالغوري ودارانغ إلى وقوع أكثر من 50 قتيلاً، هذا وأحرقت آلاف المنازل وهجر أكثر من 100000 شخص أجبروا على التكدس في مخيمات نظمتها السلطات على عجل (2). وحالياً، ما يزال 45000 شخص من الجماعتين المتنازعتين يعيشون في هذه المخيمات وما يزال العنف مستمراً على الرغم من انتشار القوى المسلحة ومبادرات الحكومة والسلطات الأخرى من أجل إعادة السلام.

إن التوترات بين الجماعتين بدأت في أغسطس 2008 بعدما أعلن المسؤولون في بودو بأن بودو هم السكان الأصليون الوحيدون في المقاطعة وطالبوا المسلمين القاطنين في المنطقة والمهاجرين من بنغلادش مغادرة ولاية آسام. وأفاد كهنة كاثوليك من المناطق المتضررة في أبرشية تسبور أن العنف ضرب المسيحيين أيضاً إذ أحرقت ثلاث قرى للسكان الأصليين الكاثوليك متواجدة قرب المناطق ذات الأغلبية المسلمة وتعرض ثلاث بودو كاثوليك للقتل على أيدي جماعات مسلمة.

وحسبما أفادت وكالة Ucanews  نقلاً عن عضو في أبرشية جواهاتي، فإن إعلان مسعى السلام الذي بادرت إليه الكنيسة الكاثوليكية أحدث قلقاً كبيراً بين صفوف المسيحيين الذين كانوا يخشون ردة فعل المسلمين. وأوضح العضو عينه أن “المسلمين أقبلوا بأعداد وافرة مع أساتذة ومسؤولين كبار وقدروا فكرة معالجة الموضوع في مناخ ديني”.

“لقد كان الأمر شبيهاً بالسعي وراء المستحيل”، حسبما يقر المونسنيور منمبرابيل معترفاً بأنه كان هو أيضاً قلقاً جداً قبل بداية اللقاء من أجل السلام. فجاء جواب المشاركين الإيجابي مطمئناً له. وعقب الاجتماع أعلن رئيس الأساقفة أن الممثلين المسلمين قبلوا “تلافي أعمال العنف التالية”. كما أبلغوه موافقتهم على تشكيل لجنة من أجل السلام بين السكان الأصليين والمسلمين.

واعتبر رئيس الأساقفة هذا الأمر “انطلاقة جيدة” على الرغم من أن هناك حاجة لبذل جهود أخرى. وأوضح إلى أن “الأطراف المتواجدة ترجو الوفاق” مضيفاً أن الحكومة كانت تنظر في العمل بشكل موسع على هذه القضية. كما أفاد المونسنيور منمبرابيل أن زعماء بودو وافقوا على تلافي التصريحات التحريضية التي قد تحث على العنف، وعلى المشاركة في مسار السلام والمصالحة.

يشكل المسيحيون في آسام (3.7% من نسبة السكان) أقلية إلا أنهم ملتزمون منذ سنوات بمساعي المصالحة بين مختلف الإتنيات في المنطقة حيث تتوطن الصراعات. وترأس المونسنيور منمرابيل فريق السلام المشترك في شمال شرق الهند، الذي أسسه منذ اثني عشر عاماً، في زيارة إلى المناطق المتضررة جراء الصراع في الأول من ديسمبر الأخير. ومن خلال وجوده في هذه المنطقة منذ أكثر من أربعين عاماً، ساهم الأسقف وفريق عمله بإبرام اتفاقيات السلام في العديد من الصراعات الإتنية في آسام، بين بودو وسانتال سنة 1996، بين كوكي وبيت سنة 1998، وبين ديماسا وهمار، وكاربي وكوكي سنة 2003.

(1)          وفقاً لإحصائيات سنة 1991، يبلغ عدد بودو 1.2 مليون في آسام حيث يشكلون نسبة 2.3% من السكان. وتكثر المطالب الوطنية المفرطة في المناطق حيث تكون الأكثرية فيها من الإتنية الأصلية.

(2)          راجع كنائس آسيا 494.

(3)          Ucanews ، 10 فبراير 2009

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير