بقلم روبرتا سيمبليكوتي
حاضرة الفاتيكان، الثلاثاء 17 فبراير 2009 (ZENIT.org) – إن نقطة البداية في معالجة مسألة الهجرة تكمن في إدراك وحدة العائلة البشرية، حسبما يقول أمين سر المجلس الحبري لراعوية المهاجرين والمتنقلين.
هذا ما قاله رئيس الأساقفة أغوستينو ماركيتو في روما يوم الجمعة الفائت خلال ندوة بعنوان “كرامة وحقوق الإنسان في زمن العولمة” نظمت برعاية مؤسسة كونراد أديناور بالتعاون مع جماعة سانت إيجيديو.
واستهل رئيس الأساقفة كلمته التي حملت عنوان “حقوق الإنسان وكرامة المهاجرين في زمن العولمة” بالإشارة إلى أن الهجرة “هي أحد التحديات الأكثر تعقيداً في عالمنا المعولم”.
وقال أن “نقاط الانطلاق الإنسانية والكنسية عبارة عن التأكيد على المساواة بين الأفراد – بغض النظر عن مسائل العرق واللغة والأصل – وعن وحدة العائلة البشرية”. لذا، تولي الكنيسة اهتماماً كبيراً بالعناية السارة والرعوية بالمهاجرين، حسبما أوضح رئيس الأساقفة ذاكراً أن ظاهرة الهجرة تحمل معها أيضاً “مزيجاً معقداً من الواجبات والحقوق، أهمها حق إعادة الإسكان”.
وتابع قائلاً أن حق الحكومات في الاهتمام بالهجرة لا بد من أن يؤمن “تدابير واضحة وقابلة للتطبيق بشأن الدخول المنتظم إلى البلاد، ويراقب سوق العمل لتلافي استغلال العمال المهاجرين، ويتخذ تدابير في سبيل التكامل المنتظم، ويكافح كراهية الأجانب، ويعزز التعايش الاجتماعي والثقافي والديني المطلوب في كل مجتمع تعددي”.
كما أضاف رئيس الأساقفة أنه يتعين أيضاً على الحكومة أن “تقوم بواجباتها وحقوقها من أجل ضمان تطبيق القانون، ومعاقبة الإجرام والانحراف، والتعامل مع الأشخاص الذين يعانون من عدم الاستقرار” ولكن في ظل “احترام كرامة الإنسان وحقوقه والاتفاقيات الدولية”.
مقاربة شاملة
أوضح رئيس الأساقفة ماركيتو أن الحفاظ على كرامة الإنسان “يسلط الضوء على ضرورة العناية الرعوية الخاصة بالجيلين الأول والثاني من المهاجرين” التي تراعي “احترام استخدام اللغة الأم في التعليم الديني والوعظ ومنح الأسرار، والاهتمام بالمتطلبات الخاصة وتعيين مبشرين مكلفين علناً”.
وأضاف أنه يجب على الهيئات الرعوية أن “تضمن عملية متقدمة من التكامل الفعال في الكنيسة المحلية التي تتخطى من جهة إغراءات “الإستعمار الديني” والاستيعاب الكامل وتتلافى من جهة أخرى تشكيل غيتو”.
تابع رئيس الأساقفة ماركيتو أنه إضافة إلى العناية الرعوية، لا بد من توفر “التدخلات الاجتماعية والمدنية والسياسية الملائمة”، معتبراً أن الهجرة “تجبرنا تقريباً على التركيز على الإنسان من أجل تنمية مفيدة لعائلة الشعوب والأمم جمعاء، مشدداً على الأولويات والمعايير المحددة للتدخل”.
الحوار
وشدد رئيس الأساقفة ماركيتو على الحاجة إلى “تحسين مستوى “الحركة الإنسانية” في المجتمع من خلال تجديد الثقافة والتربية بكافة تشعباتها”. ومن هنا يعتبر “التعرف على مختلف الجماعات الإتنية وثقافاتها “خطوة ضرورية لا بد من إدراجها في البرامج التربوية والتعليم الديني”.
هذا وأشار رئيس الأساقفة ماركيتو إلى أنه يتعين على “هيئات العناية الرعوية بالمهاجرين أن تقيم فرص اللقاء والحوار التي تساعد على تحسين العلاقات بين الأفراد وتسهل شهادة تامة ومؤمنة لرسالة الإنجيل”.
في سبيل التوصل إلى هذه الغاية، من الضروري التشديد على “التنشئة وبخاصة على تنشئة الشباب وقادة الجماعات”، مضيفاً أن “الحوار بين الأفراد والجماعات والشعوب والثقافات والديانات والإتنيات هو أمر ملح وأساسي للمستقبل لأن الانغلاق والتعصب ينبعان من عبادة أنفسنا وجماعتنا”.
ختاماً، ذكر رئيس الأساقفة ماركيتو أنه في سبيل التوصل إلى حقيقة إيجابية وثابتة، ينبغي على العولمة أن تقوم على رؤية للإنسان تتوافق مع المعايير المسيحية الإنسانية بعيداً عن الإيديولوجيات المادية والملحدة المرتبطة بالنسبوية، وتعيد الكرامة الأساسية لكل إنسان”.