البابا: الأسرار تجعلنا مسيحًا آخر، لا مسيحيين وحسب

Share this Entry

في تقديمه لتعليم بيدا المكرم

الفاتيكان، 2009 (Zenit.org). – تحدث الأب الأقدس في تعليم الأربعاء عن بيدا المكرم الذي ولد في شمال شرقي إنكلترا وأوكله والداه منذ صباه إلى أباتي الدير البندكتي القريب لكي يثقفه، فعاش هناك حياته في القداسة والتعمق بالثقافة.

علق بيدا على الكتاب المقدس، وقرأه من وجهة نظر كريستولوجية، جامعًا بين أمرين: القراءة الحرفية، أي فهم النص بحد ذاته والقراءة الروحية تعبيرًا عن قناعته بأن “المفتاح لفهم الكتاب المقدس ككلمة فريدة من الله هو المسيح، ومع المسيح، وعلى ضوئه، يمكننا أن نفهم العهد القديم والجديد ككتاب مقدس “واحد”. إن أحداث العهد القديم والجديد تسير سوية، هي مسيرة نحو المسيح، رغم أنها تعبر عن ذاتها عبر رموز ومفاهيم مختلفة”.

هذا وأسهم بيدا في تحويل التقويم العالمي إلى التقويم المسيحين فحتى ذلك الحين كان يتم عد الزمن انطلاقًا من تأسيس مدينة روما. وإذ رأى بيدا أن المرجع الحقيقي ومحور التاريخ هو ميلاد المسيح، قدم لنا هذا التقويم الذي يقرأ التاريخ انطلاقًا من تجسد الرب.

كما ووصف البابا بيدا بـ “المعلم الفذ للاهوت الليتورجي”. “ففي العظات حول أناجيل الآحاد والأعياد، يقدم بيدا تعليمًا أسراريًا حقًا، ينشئ فيه المؤمنين على الاحتفال بحبور بأسرار الإيمان وعلى عيشها بشكل متماسك مع السيرة، بانتظار كشفها الكامل لدى مجيء المسيح، عندما سندخل بأجسادنا الممجدة في مسيرة قربان إلى ليتورجية الله الأبدية في السماء”.

وشرح الاب الأقدس: “باتباعه “الواقعية” التي تميزت بها تعاليم كيريلس، وأمبروسيوس وأغسطينوس، يعلم بيدا أسرار التنشئة المسيحية تجعل من كل مؤمن “ليس مسيحيًا فقط بل مسيحًا”".

وأضاف مقدمًا تعليم بيدا المكرم: “في كل مرة تقبل نفس مؤمنة كلمة الله وتحفظها بحب، تقتدي بمريم فتحمل بالمسيح وتلده من جديد. وكل مرة تتلقى جماعة من الموعوظين الأسرار الفصحية، “تلد الكنيسة نفسها”، أو، بحسب تعبير أكثر فصاحة، تضحي الكنيسة “أم الله”، مشتركة في إيلاد أبنائها، بفعل الروح القدس”.

كما ولفت البابا إلى تعزيز قداسة العلمانيين في تعليم بيدا فقال: “في هذا الإطار يحض المعلم القديس المؤمنين العلمانيين على أن يكونوا مواظبين على التعليم الديني ويقتدوا “بالجماعات الإنجيلية التي لا تشبع، والتي لم تكن تترك للرسل مجالاً لكي يأكلوا”.

وأضاف: “يريد المسيح كنيسة تعلم الصلاة المتواصلة “عبر تجسيد في الحياة لما تحتفل به الليتورجية”، وتقديم كل الأعمال كذبيحة روحية بالاتحاد مع المسيح”.

ويشرح بيدا إلى الوالدِين أنه باستطاعتهم في إطارهم البيتي الصغير أن يمارسوا “الخدمة الكهنوتية مثل الرعاة والمرشدين”، منشئين بشكل مسيحي أولادهم. ويصرح بيدا بأنه يعرف الكثير من المؤمنين (رجالاً ونساء، متزوجين وغير متزوجين) “قادرين أن يعيشوا حياة لا لوم فيها، وإذا ما تمت مرافقتهم بشكل مناسب يمكنهم أن يتقربوا بشكل يومي من المناولة الافخارستية.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير