البابا يدين ممارسة تحسين النسل ونتائجها السلبية خلال لقائه أعضاء الأكاديمية الحبرية للحياة

Share this Entry

الفاتيكان، الأحد 22 فبراير 2009 (Zenit.org). – عن إذاعة الفاتيكان – أدان البابا بندكتس الـ16 ممارسات تحسين النسل التي أهانت وتهين كرامة الشخص البشري وتحد من حقوقه الأساسية المشروعة. وخلال استقباله اليوم السبت في القصر الرسولي رئيس وأعضاء الأكاديمية الحبرية للحياة الذين شاركوا على هامش جمعيتهم العادية في مؤتمر علمي هذا الأسبوع.

وبعد الكلمة التي ألقاها رئيس الأكاديمية المطران رينو فيزيكيلاّ، وجه الحبر الأعظم لزواره كلمة ذكر فيها بمبادرة سلفه يوحنا بولس الثاني الذي أنشا هذه الأكاديمية موكلا رئاستها إلى العالم الفرنسي جيروم لوجون، مسطرا التزام أعضائها وسعيهم الدؤوب لتعزيز الحياة البشرية والدفاع عنها.

وفي إشارة إلى الراهب غريغوريوس ميندل من رهبنة القديس أغسطينس الذي اكتشف منتصف القرن التاسع عشر قوانين وراثة الأطباع فكان مؤسس علم الوراثة، أكد البابا أن تلك المعارف، ثمرة عبقرية علماء عديدين وجهودهم الحثيثة، تتيح توفير علاجات هادفة لتخفيف أوجاع المرضى ومعاناتهم وتعيد إليهم الرجاء والأمل.

وسطر ضرورة التعاون المتبادل بين العلوم المختلفة في مجال البحث العلمي المفتوح على آفاق جديدة غير مسبورة كما لفت إلى ضرورة دعم الباحثين في كل المجالات لإحراز تقدم جليل للبشرية بأسرها. وشدد على أن الكائن البشري هو أكثر من تركيبات معلوماتية ورائية ينقلها الأهل لأولادهم وحسب، بل إن كل كائن يطل جديدا على الحياة هو خلق جديد وإبداع.

ونوه الأب الأقدس بالمؤتمر العلمي الذي نظمته الأكاديمية الحبرية للحياة واستعرض التحديات العديدة التي عالجها وناقشها خلال جلساته، فأدان أخطار ممارسة تحسين النسل ومجازفاتها، وقد عرفت في الماضي أشكالا بغيضة من التمييز العرقي ولا يقبل أي منطق بشري بالعنف الذي مارسته بعض الأنظمة أو كان وليد حقد تجاه عرق وشعب ما، لأن حقوق الإنسان الأساسية راسخة في الضمائر وعبرت عنها بقوة الشرعة العالمية لحقوق الإنسان.

وعلى الرغم من الاعتراف العالمي بحقوق الإنسان، تابع البابا، هناك تعابير مقلقة لهذه الممارسة البغيضة التي تطفو على سطح تفكير عالم اليوم بأشكال متعددة. فليست هذه التعابير بأيديولوجياتِ تحسين النسل أو التمييز العرقي التي أذلّت الإنسان في الماضي، بل عقلية جديدة آخذة في الانتشار تسعى لتبرير اعتبار مختلف للحياة ولكرامة الفرد، المبنية على الرغبة الشخصية والحق الفردي. وهناك ميل لتفضيل القدرات العاملة والفعالية والدقة والجمال البنيوي على حساب أبعاد وجودية غير مقبولة، فيتدنى الاحترام الضروري لكل كائن بشري.

وختم الحبر الأعظم كلمته مؤكدا رفضه كل أشكال التمييز التي تمارسها قوى مهيمنة ضد أفراد وشعوب أو إتنيات معتبرا أنها تعدٍّ على البشرية برمتها وانتهاك لكرامتها، ومشددا على تساوي كرامة كل كائن بشري لمجرد إطلالته على الحياة.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير