حاضرة الفاتيكان، الجمعة 27 فبراير 2009 (ZENIT.org) – أعرب الكاردينال المسؤول عن المساعي الفاتيكانية للتوصل إلى الوحدة المسيحية عن ارتياحه في لقائه مع مسؤول من الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية على الرغم من إدراكه بأن الدرب إلى الوحدة الكاملة مع ما تزال طويلة مع هذه الكنيسة.
هذا ما عبر عنه الكاردينال والتر كاسبر، رئيس المجلس الحبري لتعزيز الوحدة بين المسيحيين، إلى إذاعة الفاتيكان عقب زيارته هذا الأسبوع لإيرونيموس الثاني، رأس الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية. سيما وأن الكاردينال ورئيس الأساقفة لم يلتقيا شخصياً من قبل.
قبل سنة وقع اختيار السينودس المقدس للكنيسة الأرثوذكسية اليونانية على إيرونيموس متروبوليت طيبة وليفاديا خلفاً لكريستودولوس رئيس أساقفة أثينا وسائر اليونان الذي توفي في يناير 2008.
وقال الكاردينال: “أردت أن ألتقي به وأردت استكمال الحوار الذي يتطور الآن. إنه شخص متواضع. واللقاء معه كان رائعاً شأنه شأن اللقاءات مع معاونيه”.
وأضاف الكاردينال أن أحاديثه مع رئيس أساقفة الروم الأرثوذكس تمحور حول مسائل عملية “بما أن الحوار اللاهوتي قائم مع كافة الكنائس الأرثوذكسية”، موضحاً أن “كافة البلدان الأوروبية تعاني من التحديات عينها كالهجرة – الكثيفة – أو الأزمة الاقتصادية. لذا يمكن التعاون في هذا المجال. فهم مهتمون جداً بالتعلم من تجربتنا، الأمر الذي يعتبر في غاية الأهمية”.
لم ينس الكاردينال كاسبر الإشارة بخاصة إلى وضع الأقلية من اللاتين الكاثوليك والروم الكاثوليك التي يتزايد عددها بسبب الهجرة. “اليوم، يتم أخذهم بالاعتبار. ففي السابق لم تتعاط الكنيسة الأرثوذكسية مع الأمر بهذه الطريقة. لقد طلبت إليها عدم تجاهل الكاثوليك وهذا ما وعدتني به”.
مقاومة
في موضوع الحوار المسكوني القائم، أشار المسؤول الفاتيكاني إلى أنه ما يزال هناك الكثير من “المقاومة” مع الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، موضحاً أن “كنيسة اليونان تتمتع بتقليد طويل وغني إلا أنها ما تزال تحتفظ بذكريات بشعة من الماضي وبخاصة بالذكريات المتعلقة بالحملات الصليبية”.
كما أكد الكاردينال كاسبر إلى أن بادرة البابا يوحنا بولس الثاني إلى طلب المغفرة للإساءات التي ارتكبت خلال الحروب الصليبية كانت “في غاية الأهمية”. وتابع قائلاً أنه على الرغم من ذلك “ما تزال هناك مقاومة تجاه حركة مسكونية أوثق لذا من الواجب أن تكون خطواتنا حكيمة”.
“نود الاستمرار في القيام بهذه الخطوات مع رئيس الأساقفة الجديد ومعاونيه”، حسبما قال مضيفاً أنه يشعر بالرضى عن الزيارة التي قام بها. “لم تكن لدي آمال كبيرة. فلم يكن ممكناً حل جميع المشاكل في يوم واحد إلا أنه كان من المهم إقامة علاقة شخصية”.
أما كريستودولوس، سلف إيرونيموس الثاني، فهو رئيس الأساقفة الذي استقبل يوحنا بولس الثاني خلال زيارته البابوية التاريخية إلى اليونان سنة 2000.
ووصف بندكتس السادس عشر كريستودولوس في برقية تعزية بوفاة رئيس الأساقفة بصانع “حقبة جديدة من التعاون القلبي” بين الكنيستين.
و في هذه الجهود، حظي رئيس الأساقفة بدعم أساقفة آخرين من الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية ومن بينهم إيرونيموس عينه.