بقلم خيسوس كولينا
روما، الجمعة 22 يناير 2010 (Zenit.org) – خلال اللقاء الذي عقد نهار الاثنين في الفاتيكان، تمحور حديث بندكتس السادس عشر والحاخام جايكوب نوسنر حول كتابيهما الأخيرين.
نوسنر الذي يعتبر أحد أعظم مفسري الكتاب المقدس على الساحة الدولية هو مؤلف “حاخام يتحدث مع يسوع”. يقول الأب الأقدس أن هذا العمل “ساعده كثيراً” واستقى منه الكثير في أحد أجزاء كتاب “يسوع الناصري”.
إن جوزيف راتزينغر ونوسنر تجمعهما صداقة رسالية قديمة (في 24 مايو 2007، دعته مجلة Time “حاخام البابا المفضل”)، لكنهما التقيا شخصياً عندما زار الأب الأقدس كنيس نيويورك في أبريل 2008.
“تحدثنا عن كتابينا وأطلعني على خبر إنهائه الجزء الثاني من “يسوع”، حسبما قال الحاخام للوسيرفاتوري رومانو بعد لقاء الاثنين.
يعتبر نوسنر أحد أكثر الكتاب إنتاجاً في التاريخ إذ يبلغ عدد كتبه 950، مع أنه يوضح أن بعضها طبعات جديدة لكتابات نشرت سابقاً.
تجدر الإشارة إلى أن الحاخام حضر إلى الفاتيكان برفقة زوجته سوزان. واستمر الحديث بين أسقف روما وأحد أهم الخبراء الأحياء في اليهودية حوالي 20 دقيقة.
هنا لفت نوسنر قائلاً: “إنه وقت كافٍ للقاء ممتع بين أستاذين. لطالما قدرت صدق العالم جوزيف راتزينغر وشفافيته، وكنت مهتماً بلقائه والتعرف إليه شخصياً”.
رجل محترم
أتى حاخام هارتفورد (بكونيتيكت) المولود في 28 يوليو 1932 إلى روما للمشاركة في الزيارة البابوية إلى كنيس روما يوم الأحد، وفي المناقشة العامة ليل الاثنين مع رئيس الأساقة واللاهوتي برونو فورت. وقد تمحورت المناقشة بين رئيس الأساقفة والحاخام حول “العظة على الجبل” في قاعة المؤتمرات في روما.
وبالحديث عن لقائه مع الحبر الأعظم، قال نوسنر أن “أكثر ما تأثرت به يتمثل في عينيه الثاقبتين – يدخل إلى الآخر من خلال نظرته – وفي تصرفه اللائق المفعم بالكياسة والتواضع”.
بيوس الثاني عشر
وصف الحاخام الزيارة البابوية إلى الكنيس بـ “الحدث العظيم الذي حظي بمشاركة ضخمة، والذي اتسم بالهدوء وأثر بالجميع، مما يمنحني رجاءً بالمستقبل”.
وأكد نوسنر أن المشكلة التي يجب أن تعالج اليوم، “وقد فهمها البابا جيداً – تكمن في عيشنا في النسيان؛ ننسى التاريخ والتقاليد الدينية التي نتحدر منها”.
وقال: “لذلك، تبرز أهمية دراسة التاريخ”.
“أفكر في مسألة جدلية كتلك المتعلقة بشخصية بيوس الثاني عشر التاريخية. أرى أن الوقت ما يزال مبكراً للحكم، إلا أنني غالباً ما أسمع أحكاماً قاطعة. أشعر أن أحدهم يتحرك بطريقة مدمرة، وأنه ليس مهتماً لا بالكثلكة ولا باليهودية، ولا بالحوار بين هذين التقليدين العظيمين”، على حد قول الحاخام.
وأضاف أن المسألة مؤسفة لأنه يرى في حياته اليومية أن العلاقات بين اليهود والمسيحيين ممتازة في الولايات المتحدة.
“إن تم تجاهل الماضي، يحكم علينا بتكراره. انطلاقاً من هذه الفكرة، نرى مدى أهمية الدراسة. لدى كل جيل مسؤوليته تجاه المستقبل، ولجيل اليوم مسؤوليته أيضاً”.
إشارة إلى أن الحاخام قدم للأب الأقدس هديتين خلال اللقاء الذي جمع هذين الصديقين البعيدين: نسخة عن الطبعة الألمانية لكتابه الذي نشره سنة 1993 وقرأه راتزينغر بالانكليزية؛ ومقالة نشرت مؤخراً في إيطاليا حول التلمود.