بقلم إميل امين
القاهرة،الجمعة 5 فبراير 2010 (zenit.org). -على هامش الاحتفالات التي شهدها دير الانبا انطونيوس كوكب البرية وابو الرهبان والواقع بالقرب من مدينة الزعفرانه في الصحراء الشرقية المصرية وعلى ساحل البحر الاحمر ، اكد نيافة الانبا يسطس رئيس الدير ان الاهتمام الكبير الذي وجده من كل المسؤولين المصريين لانقاذ هذا الاثر الديني التاريخي الفريد يؤكد على ان مصر تتصالح مع تاريخها ومع الحقبة القبطية التي جاوزت الستة قرون ونصف من تاريخ مصر
. وقال الانبا يسطس في تصريح خاص لوكالة زينت “انني وجدت كل تجاوب من سيادة الوزير الفنان فاروق حسني وزير الثقافة المصري عندما زرته سائلا العون في انقاذ الدير سيما بعد الاثار السيئة والخطيرة التي ظهرت على منشاته بعد زلزال عام 1992 الذي ضرب مصر اضافة الى عوامل الطبيعة التي بدات تزحف على كنائس وقلالي الدير” .
واكد على ان مصر حكومة وشعبا تولي اهتماما فائق الاهمية بهذا الدير الذي كان الطريق اليه شبه مقطوع في الستينات بسبب الحرب مع اسرائيل حيث كانت منطقة البحر الاحمر منطقة حروب ومعارك دائما اما اليوم فقد اصبح مزارا عالميا للعالم كله بفضل يقظة وحرص ومحبة رجال المجلس الاعلى للاثار المصرية وفي مقدمتهم الدكتور زاهي حواس رئيس المجلس .
الدكتور حواس من جهته صرح لزينيت بالقول ان “اجمل ما في هذا الحدث هو اظهار الوجه الحقيقي لمصر الحضارية التي لا تفرق بين اثارها المسيحية او الاسلامية او اليهودية وان كثير من الذين شاركوا في ترميم الدير من المسلمين، واشار الى انه سيتم الاحتفال في منتصف مارس القادم باعادة افتتاح معبد الفيلسوف المصري موسى بن ميمون ، الامر الذي ينفى كل الدعاوى الكاذبة في الولايات المتحدة وغيرها، وتؤكد على وحدة الوطن وعدم وجود فرق بين مسلم ومسيحي، مؤكداً أنه خلال ثماني سنوات وهي فترة رئاسته للمجلس الأعلى للآثار لم تأت إليه أي شكوى من أي مكان آثار قبطي، وأن الآثار القبطية تشهد ازدهاراً كبيراً في هذه الفترة
الجدير بالذكر ان اعمال الترميمات في الدير الذي يعد اقدم دير في العالم ويقع على بعد 250 كيلومتر شرق القاهرة قد كشفت عن اقدم أقدم أثر قبطي بمصر أسفل كنيسة «الأنبا أنطونيوس» بالدير، وهي “قلاية” تعود إلى عام 400 ميلادية، ووجد عليها بعض النقوش باللغة القبطية القديمة وقد علق نائب رئيس الدير الاب ماكسيموس الانطوني على الاكتشاف الجديد بالقول “لقد عثرنا على جزء مفقود من تاريخنا”.
وقد استمرت أعمال الترميم في الدير الموجود في الصحراء لثماني سنوات وبلغت تكلفتها 80 مليون جنيه (15 مليون دولار).
ويرجع تاريخ إنشاء الدير إلى القرن الرابع الميلادي، ويتكون من سبع كنائس هي :كنيسة الأنبا أنطونيوس، وكنيسة الرسل، و كنيسة السيدة العذراء، وكنيسة الملاك، و كنيسة بولا، و كنيسة القديس مرقس، فيما تعد كنيسة الأنبا أنطونيوس أقدم مباني الدير، الذي يتكون من ثلاث طبقات.