روما، الاثنين 15 فبراير 2010 (zenit.org). – ومَتَى صُمْتُم، لا تُعَبِّسُوا كَالمُرَائِين، فَإِنَّهُم يُنَكِّرُونَ وُجُوهَهُم لِيَظْهَرُوا لِلنَّاسِ أَنَّهُم صَائِمُون. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُم قَدْ نَالُوا أَجْرَهُم. أَمَّا أَنْتَ، مَتَى صُمْتَ، فَٱدْهُنْ رَأْسَكَ، وَٱغْسِلْ وَجْهَكَ، لِئَلاَّ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ أَنَّكَ صَائِم، بَلْ لأَبِيكَ الَّذي في الخَفَاء، وأَبُوكَ الَّذي يَرَى في الخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيك. لا تَكْنِزُوا لَكُم كُنُوزًا على الأَرْض، حَيْثُ العُثُّ والسُّوسُ يُفْسِدَان، وحَيْثُ اللُّصُوصُ يَنْقُبُونَ ويَسْرِقُون، بَلِ ٱكْنِزُوا لَكُم كُنُوزًا في السَّمَاء، حَيْثُ لا عُثَّ ولا سُوسَ يُفْسِدَان، وحَيْثُ لا لُصُوصَ يَنْقُبُونَ ويَسْرِقُون. فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلبُكَ.
تأمّل:
ها قد بدأنا الصوم المبارك بوضع إشارة الصليب على جباهنا. ومعناه أن زمن الصوم هو زمن توبة نحمل فيه صليبنا متمثّلين بمعلمنا الإلهي، مترفعين عن ملذات الدنيا، ساعين الى تكديس كنوزٍ في السماء لا تفنى.
زمن الصوم هو فرصة لنسمو في القداسة من خلال عيشنا البسيط اليومي في المحبة الكاملة لأنّ القداسة لا تقتصرعلى القيام بأعمالٍ خارقة بل على القيام بأعمالٍ عادية بطريقة غير عادية أي بمحبة.
لا يأخذ صومنا معناه ولا يؤتينا بالثمارإلاّ إذا عشناه في حضرة الله ومن أجله. إنّه يرانا ويراقب جهادنا ويحمل إلينا النعم والبركات زاداً لكي لا تخور قوانا في الطريق. لنحب الرب من كل قلبنا وعقلنا وفكرنا فلا نصوم ولا نعمل إلاّ لمجد اسمه القدّوس. آمين.