روما، الأربعاء 17 فبراير 2010 (zenit.org). – إِحْذَرُوا مِنْ أَنْ تَعْمَلُوا بِرَّكُم أَمَامَ النَّاسِ لِيَراكُمُ النَّاس، وإِلاَّ فَلا أَجْرَ لَكُم عِنْدَ أَبِيكمُ الَّذي في السَّمَاوَات.
فمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَة، لا تَنْفُخْ أَمَامَكَ في البُوق، كمَا يَفْعَلُ المُراؤُونَ في المَجَامِع، وفي الشَّوَارِع، لِكَي يُمَجِّدَهُمُ النَّاس. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُم قَدْ نَالُوا أَجْرَهُم.
أَمَّا أَنْتَ، مَتَى صَنَعْتَ صَدَقَة، فَلا تَعْلَمْ شِمَالُكَ مَا تَصْنَعُ يَمِينُكَ،
لِتَكُونَ صَدَقَتُكَ في الخَفَاء، وأَبُوكَ الَّذي يَرَى في الخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيك.
تأمل:
“ما أطيب الصوم وما أطيب الصلاة وأفضل منهما المحبّة النقيّة”: هكذا تنشد الكنيسة المارونية باللغة السريانيّة في ليتورجيتها لزمن الصوم المبارك.
إنّ هذه الأنشودة تَُظهِرُ لنا أفضليّة المحبّة على الصوم والصلاة. ومعنى القول هو أنّ الصوم والصلاة لا يكتملان إلا إذا كانا مُصطحبين بفعل المحبّة الذي تُتَرجِمُه الصدقة. علاوة على أن في الصيام نمارس التقشفات وقهر الذات فنتخلّى عن المأكل والمشرب والملذّات، فيه أيضاً نمارس المحبّة الأخويّة بعيداً عن كلِّ أنانيّة. هي لفتةُ إنتباه الى الآخرين، الى فقراء المادة والروح الى كل إنسان يحتاج إلينا، يرضخ تحت وطأة المعاناة الجسديّة أم النفسيّة أم الروحيّة.
إن عالمنا اليوم، أكثر من أي وقتٍ مضى، يفتقر الى القيم الإنسانيّة والروحيّة أكثر مما يفتقر الى المادة. فلنتصدّق إذاً بالمال للمعوزين، بالخدمة للمرضى، بالبسمة للبائسين، بالفرح للمحزونين، بالإهتمام للمهمّشين وبالسّلام لقساة القلوب، فهكذا نتمم إرادة أبينا الذي في السماوات.
فلتكن المحبة الخالصة الحافز الوحيد لصدقتي لا مجدي الخاص لأنّه “ولو بذلت جميع أموالي لإطعام المساكين ولم تكن فيّ المحبّة، فلستُ بشيء” (1كور13: 3).