وقفة روحية في زمن الصوم

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

اليوم الثامن

بقلم الأب روبير معماري الأنطوني

روما، الاثنين 22 فبراير 2010 (zenit.org)-       سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَيْن. إِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَلِيمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا. وإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ سَقِيْمَة، فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظلِمًا. وإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذي فِيْكَ ظَلامًا، فَيَا لَهُ مِنْ ظَلام! لا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَعبُدَ رَبَّين. فَإِمَّا يُبْغِضُ الوَاحِدَ ويُحِبُّ الآخَر، أَو يُلازِمُ الوَاحِدَ ويَرْذُلُ الآخَر. لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ والمَال.

تأمّل:

يقول مثلٌ فرنسيٌ: “إنّ المال هو في الوقتِ عينه خادمٌ جيّد وسيّدٌ رديء”. إن استخدَمْنا المال لشراء ما يلزمنا لحياتنا اليوميّة، فهو خادمنا وإن استَخدمَنا واشترى ضمائرَنا باتَ علينا سيّداً رديئا متسلّطاً، إلهاً نعبده. الله يعلم كم من النّاس أُظلِمَت قلوبهم بتعبُدهم لأموالهم صارفين أنظارهم عن عبادة الإله الحقيقي، إله النورِ والحريّة. نُفيد بالإشارة الى أننا نحنُ هنا لا نتكلّم عن الذين لديهم الثروات بل عن الذين تركوا الثروات تتملّكهم وتُعمي بصائرهم.

لا يستطيع أحد أن يعبُدَ ربّين معاً، “فَإِمَّا يُبْغِضُ الوَاحِدَ ويُحِبُّ الآخَر، أَو يُلازِمُ الوَاحِدَ ويَرْذُلُ الآخَر”. كلُّ إنسان هو مخلوقٌ عاقلٌ وحرٌّ ولديه قدرة التمييزِ والاختيار. لذلك، علينا، لا على سوانا، يقع اختيارالسيّد الذي نريد أن نخدمه.

علّنا في هذا الصيام، ننصرف الى عبادة الإله الحقيقي، ساعين لعيش حريّة أبناء الله مكدِّسين لنا: لا كنوز في الأرضِ تفنى بل كنوزاً في السماء لا تفنى.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير