بقلم إميل أمين
القاهرة، الاثنين 22 فبراير 2010 (zenit.org). – انطلقت بقاعة النيل للآباء الفرنسيسكان بوسط العاصمة المصرية القاهرة أعمال المهرجان السينمائي الكاثوليكي في دورته الثامنة والخمسين برئاسة الأب يوسف مظلوم الفرنسيسكاني وفي حضور عدد كبير من الفنانين والإعلاميين والنقاد والذين اعتادوا الى المشاركة بشكل سنوي تقديرا منهم للأهمية الفنية والأخلاقية الخاصة لهذا المهرجان .
استهل مهرجان الاحتفال بكلمة من الأب مظلوم قال فيها ” إن الله هو الذي منح الإنسان مواهب عدة لنشر الجمال على الأرض وهكذا نرى مبدعين في الصوت والصورة والكلمة قدموا لنا أعمالا راقية ولولاهم ما كان يمكن أن نستشعر قيمة الحياة” .
ومن جهته قال الأب بطرس دانيال وكيل المركز ” إن الفن رسالة وقوة دافعة للإنتاج والبناء وان السينما المصرية تشتاق الى الفن النظيف الذي لا يخدش الحياء والذي يقدم الكلمة الصادقة ويقدس القيم الرفيعة” .
وكعادته كل عام في تكريم الفنانين كرم المهرجان عددا من الفنانين والإعلاميين المصريين الذين اثروا السينما المصرية بأعمالهم الجادة الهادفة والمتميزة حيث كرم المهرجان هذا العام الفنانة ميرفت أمين والفنان سهير الباروني والفنان المنتصر بالله والفنان صلاح السعدني والفنان فاروق الرشيدي .
والمثير في أمر مهرجان الافتتاح هذا العام هو انه تحول الى مظاهرة وطنية مصرية استنكرت حادث مقتل الأقباط عشية عيد الميلاد في مدينة نجع حمادي بصعيد مصر ومن هولاء على سبيل المثال الفنان صلاح السعدني الذي قدم اعتذارا للأقباط نيابة عن الشعب المصري عما وقع من أحداث مؤسفة تجاه الأقباط بصعيد مصر مؤكدا أن الفاعل لابد وان يكون غير مصري بل ولا تجري في دمائه أصلا دماء مصرية لان جميع المصريين أخوة ولا فرق بين مسيحي ومسلم على ارض مصر بل جميعنا أعضاء في جسد الوطن الواحد على حد قوله .
كما اقر السعدني بوجود مشاكل ومطالب للأقباط لابد وان تطرح على الساحة لإيجاد حلول مناسبة وسريعة لتلك المشاكل التي لا يتسطيع احد أن ينكر وجودها .
ومن جهته اشار الأستاذ ممدوح ألليثي نقيب المهن السينمائية المصرية الى أهمية الدور الذي يلعبه المركز الكاثوليكي في تأكيد الرابطة التي تربط بين الفن والدين ، والتي ترد بصورة غير مباشرة على أصحاب الفتاوى الرجعية التي تكفر صناع الفن بادعاء أن الفن هو انحراف عن القيم والأخلاق التي تنادي بها الأديان على الرغم من أن الفن له دور أخلاقي لا يبتعد عن رسالة الأديان السماوية .
ومن المعروف أن نشاط المركز السينمائي الكاثوليكي في مصر قد انطلق عام 1952 على يد الآباء الفرنسيسكان في مصر وبدا معه مهرجان السينما الذي لم ينقطع من يومها حتى الآن وبهذا يعد المهرجان السينمائي الأقدم في العالم العربي وحتى وقت قريب كان الجهة الوحيدة المخولة ترشيح الأعمال العربية السينمائية لجائزة الأوسكار الدولية ولهذا فانه يحظى باحترام فائق من كافة الأوساط السينمائية والإعلامية والثقافية المصرية انطلاقا من انه يهدف الى تشجيع الأعمال السينمائية التي تسمو بالتعاليم الإنسانية والأخلاقية ويسير في ضوء توجهات الكنيسة الكاثوليكية وقراءات أحبارها الإجلاء الذين ذهبوا في تصريحات شتى الى آن الإبداع الفني هو هبة من الله وعلى الإنسان تنميته بما يتفق مع شرائعه وتعاليم أديانه لخير البشرية وإسعادها .