حياة الشرق الأوسط رهن الحوار الإسلامي المسيحي

Share this Entry

بقلم روبير شعيب

روما، الثلاثاء 23 فبراير 2010 (Zenit.org). – عقدت جماعة سانت إيجيديو مؤتمرًا أمس الاثنين في روما بعنوان: “المستقبل هو العيش سوية: مسيحيون مسلمون يعيشون الحوار في الشرق الأوسط”، شارك فيه العديد من الشخصيات البارزة دينيًا وسياسيًا، انطلاقًا من إيفيزيو لويجي ماراس، عضو وزارة الخارجية الإيطالية لدول المتوسط والشرق الأوسط، طارق متري، وزير الإعلام في لبنان، بيارباتيستا بيتزابالا، حارس القبر المقدس، لويس ساكو، رئيس أساقفة كركوك للكلدان، محمد السليماني، وهو علامة سعودي، بولس اليازجي، رئيس أساقفة حلب للروم الأرثوذكس، عبد الراضي رضوان، بروفسور من جامعة القاهرة، غالب موسى عبدالله بدر، رئيس أساقفة الجزائر، رضوان السيد، محلل سياسي لجريدة الشرق الأوسط، أندريا ريكاردي، مؤسس جماعة سانت إيجيديو، بولس يوسف مطر، رئيس أساقفة بيروت للموارنة، محمد السماك، أمين عام اللجنة الوطنية للحوار الإسلامي المسيحي في لبنان.

الجزائر: المستقبل هو رهن الحوار

خلال مداخلته صرح رئيس أساقفة الجزائر، غالب موسى عبدالله بدر بأنه “بعد 14 قرنًا من التعايش المشترك بين المسيحيين والمسلمين، نجدنا أمام إحدى المشاكل الكبرى، ليس فقط في الشرق الأوسط، بل في العالم بأسره”.

وأضاف: “بالرغم من هذا الأمر، فحضور المسيحيين في الشرق هو تكذيب قاطع للادعاءات التي تزعم بأن هناك صراع أديان. العيش سوية ليس حكرًا على أحد، بل هو دعوى جامعة”.

وأردف: “المستقبل هو في العيش سوية، مسيحيين ومسلمين في الشرق الأوسط في حياة حوار”.

ولفت رئيس الأساقفة أنه إلى جانب الحالات الصعبة القائمة في مناطق مختلفة، هناك شواهد إيجابية على تعايش سليم، مقدمًا مثال الجزائر حيث “المسلمون والمسيحيون قاموا ببناء دولة يتمتع فيها كلا الدينين بحق المواطنية”.

وذكر بمبادرة “عربة الرجاء” التي أطلقها مسلمون ينتمون إلى التيار الصوفي، والذين عبروا عن تكريمهم للرهبان الترابيست الذين قُتلوا على يد متطرفين في الجزائر في طبرين، في مارس 1996. في إطار المبادرة، قام المسيحيون والمسلمون بالصلاة سوية في دير الترابيست وشارك أبناء البلدة باللقاء حاملين شهادة مشاركة.

الشرق الأوسط: بين القلق والرجاء

 

من ناحيته تحدث رئيس أساقفة الكلدان لويس ساكو عن مستقبل المسيحيين في العراق وصفًا إياه  بـ “المقلق” لأنهم يشعرون بأنهم “منسيين من العالم الغربي المعولم”.

على صعيد آخر اعتبر حارس القبر المقدس الأب بيتزابالا أنه بالرغم من كل المصاعب، فالحل يكمن في الحوار الذي يشكل وسيلة ممتازة، مشيرًا إلى أن العديد من المسلمين – ولو بخجل وتردد أولي – بدأوا يرفعون صوتهم لمعارضة التطرف الإسلامي الجامح الذي هو “عدو الحوار”.

واعتبر بيتزابالا أن “زوال المسيحية في الشرق هو أسطورة لن تصبح حقيقة”، فالمسيحيون بنظره “قد حملوا إرثًا ثقافيًا غنيًا وفريدًا في الشرق الأوسط، وهم لا غنى عنهم في تاريخ الشرق الأوسط”.

هذا الإرث “لا يستطيع أحد أن يقدمه بدلاً عنهم”. فالمسيحيون هم “عنصر في الجدلية الداخلية في العالم العربي الإسلامي، الذي، بفضل الحضور المسيحي، يضطر إلى طرح التساؤلات على ذاته، وهذا الأمر يولد دينامية إيجابية”.

الشرق الأوسط هو حضور نبوي

هذا ووجه الكاردينال ليوناردو ساندري، عميد مجمع الكنائس الشرقية، رسالة إلى المؤتمر عبّر فيه عن قناعته بدعوة الشرق الأوسط ليكون “حضورًا نبويًا في الجنس البشري بأسره”.

هذا الحضور النبوي يذكر الأديان بأن لها دور محدد وهو “إظهار الوحدة التي شاءها الله بين كل خلائقه”.

ولفت الكاردينال أن الكنيسة تؤمن دومًا أن “الحوار بين الأديان هو السبيل إلى السلام”.

 

الوزير طارق متري: يجب تبديد المفاهيم الخاطئة

في مداخلته تحدث وزير الإعلام اللبناني طارق متري عن أن “المسيحيين هم عنصر من المجتمع العربي لا يمكن الاستغناء عنه. وعدد متزايد من المسلمين يدرك هذا الأمر”، ولذا لا بد من العمل بجهد “لإزالة المفاهيم المغلوطة التي تعتبر أن المسيحيين هم الصليبيون الجدد”.

وعبّر متري عن أن تفشي التطرف الإسلامي هو أمر يخيف لا المسيحيين وحسب بل المسلمين أيضًا. وتخطي هذه المرحلة يتطلب حوارًا عميقًا: فالمسيحيون والمسلمون “يحملون في قلوبهم حقائق عميقة، تحمل إلى حقائق جامعة لا يمكن أن تكون مصدر صراعات. لا وجود لصراع الأديان”.

“إذا كان هناك صراع فهو على سبيل المثال صراع الأراضي الفلسطينية، وهو صراع عدالة واحترام حقوق”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير