بقلم روبير شعيب
الموصل، الأربعاء 24 فبراير 2009 (Zenit.org). – “يجب على السلطات أن تحمل كامل مسؤوليتها في الدفاع عن الحضور المسيحي في الموصل. نحن بحاجة لتدخل المجتمع الدولي للضغط على الحكومة المركزية، والإدارة المحلية، حتى يقوموا بمبادرات فورية”، هذا ما صرح به المونسينيور باسيل جورج القس موسى، رئيس أساقفة الموصل للسريان الكاثوليك لوكالة فيدس مع تصاعد وتيرة العنف والقتل ضد المسيحيين في المدينة.
وبحسب ما أوردته جريدة الاوسيرفاتوري رومانو في عددها الصادر اليوم، سلّم أساقفة الموصل رسالة تتضمن مطالب واضحة إلى الإدارة المدنية المحلية. تحمل الرسالة أيضًا توقيع رئيس أساقفة السريان الأرثوذكس، غريغوريوس صليبا، ورئيس أساقفة الكلدان، إميل شمعون نونا.
شرح القس موسى أن الرسالة تستنكر بشدة العنف ضد “أبنائنا المسيحيين في مدينة الموصل”، وتوضح أن وراء هذه الاعتداءات هناك مذكرة عمل مدروسة ومحددة يريد الإرهابيون أن يطبقوها في المنطقة.
وطالب الأساقفة في الرسالة السلطات المدنية أن تقوم بواجبها المتمثل بحماية كل المواطنين، وبشكل خاص المسيحيين الذين هم أكثر الطوائف سلمية وضعفًا.
ويقول الأساقفة في الرسالة: “إن اعمال العنف المتكررة تجعلنا نفكر بأننا لسنا مرغوبين في المدينة، التي هي موطننا. إن المسيحيين في الشرق الأوسط يشعرون بأنهم منسيين من الغرب العلماني. مستقبلنا هو مستقبل قلق”.
وكان رئيس أساقفة كركوك للكلدان، المونسينيور لويس ساكو قد عبّر عن المفهوم عينه في لقاء عقد في روما نهار الاثنين، برعاية جماعة سانت إيجيديو بعنوان: “المستقبل هو العيش سوية: مسيحيون مسلمون يعيشون الحوار في الشرق الأوسط”.
قام ساكو بمداخلته أمام العديد من الشخصيات في العالم المسيحي والإسلامي في الشرق الأوسط ومنطقة البحر المتوسط، من بينهم: طارق متري، وزير الإعلام في لبنان، بيارباتيستا بيتزابالا، حارس القبر المقدس ، محمد السليماني، وهو علامة سعودي، بولس اليازجي، رئيس أساقفة حلب للروم الأرثوذكس، عبد الراضي رضوان، بروفسور من جامعة القاهرة، غالب موسى عبدالله بدر، رئيس أساقفة الجزائر، رضوان السيد، محلل سياسي لجريدة الشرق الأوسط، أندريا ريكاردي، مؤسس جماعة سانت إيجيديو، بولس يوسف مطر، رئيس أساقفة بيروت للموارنة، محمد السماك، أمين عام اللجنة الوطنية للحوار الإسلامي المسيحي في لبنان.
وصرح ساكو في معرض مداخلته: “العالم الإسلامي قد حافظ على حسه الديني. فحتى اليوم ما من فصل بين الدولة والدين، بينما الغرب فهو علماني. هناك مخاوف من تطبيق الشريعة الإسلامية. كمسيحيين، نحن لا نعتبر العيش في بيئة عربية كمشكلة، ولكن الدولة هي للجميع. ولهذا نطلب قانونًا مدنيًا موحدًا للجميع”.
كما وعبر ساكو عن مخاوفه لأجل العراق الذي يعاني انقسامًا مؤلمًا وعدائية متزايدة بين السنة والشيعة والأكراد.
وبالحديث عن موقف المسيحيين قال: “يجب علينا أن نبقى في وطننا، ان نحمل صليبنا، وأن نكون شهودًا حتى بدم من مات”.
واعتبر ساكو أن أصل المشاكل في الشرق هو أن “كل شيء هو دين، كل أبعاد الحياة والسياسية تعاش من منطلق روح إرسالي”.