نيوديلهي، الخميس 25 فبراير 2010 (zenit.org) – تتزايد الاحتجاجات على صورة تجديفية للمسيح تظهر في كتاب منشور في نيودلهي ومستخدم في المدارس في الهند. هذا الكتاب الصادر عن منشورات سكايلاين يظهر صورة للمسيح وهو يحمل سيجارة في يده الأولى وزجاجة جعة في اليد الأخرى.
وافادت مصادر وكالة فيدس الإرسالية بأن انتشار الصورة التجديفية التي نشرتها أيضاً بعض وسائل الإعلام أثار احتجاج الجماعات المسيحية في ولايات عديدة.
ففي ولاية البنجاب (شمال غرب الهند)، عرضت الصورة التجديفية في شوارع مدينة جالاندهار. فاحتجت الكنائس المحلية بصورة سلمية مع السلطات المدنية مطالبة بنزع الصورة. وفي مدينة باتالا (مقاطعة غورداسبور)، تدهور الوضع إذ سعى بعض الشباب المسيحيين إلى إزالة الملصقات في سوق خاضعة لهيمنة الهندوس، فيما حاول بعض الشباب الهندوس المتطرفين منعهم من ذلك. هذا الأمر أدى إلى شجار، وامتدت أعمال العنف في المدينة كلها إذ خرج قادة التيارات المتطرفة منها “ياجرانغ دال” و”شيف سينا” إلى الشوارع مسلحين وحثوا الناس على ارتكاب أعمال العنف بحق المسيحيين. وتعرضت كنيستان بروتستانتيتان (تابعتان لكنيسة شمال الهند، وكنيسة جيش الخلاص) للاعتداء والحرق والتدمير. حتى الرعاة تعرضوا للاعتداء والضرب إضافة إلى أن منازلهم نهبت.
أوقفت الشرطة بعض المسيحيين المتهمين بالضلوع في أعمال العنف، فيما لم توقف أي متطرف هندوسي. أعلنت السلطات المحلية حظر تجول لكن الوضع ما يزال متشنجاً، بحسب مصادر فيداس.
دخلت الصورة التجديفية دائرة الأضواء عندما لاحظت راهبات كاثوليكيات من رهبنة سيدة الرسالات – التي تدير مدرسة القديس يوسف في مدينة شيلونغ (ولاية ميغالايا، شمال شرق الهند) – وجود هذه الصورة في أحد كتب الأطفال. فطلبت الأخوات من الناس إعادة الكتاب وبعثن برسالة إلى السلطات عبرن فيها عن سخطهن واستيائهن إزاء انعدام احترام الرموز الدينية المسيحية. عندها، أمرت حكومة الولاية بسحب الكتاب.
وتقوم الكنائس المسيحية في الهند بالتحرك: “طلبنا من كافة المدارس الكاثوليكية في الهند سحب الكتاب ومقاطعة كل كتب منشورات سكايلاين. هذه الصورة غير مقبولة إذ تنتهك كل مبادئ الاحترام والحوار”، حسبما علمت فيداس عن الأب بابو جوزيف، المتحدث باسم مجلس أساقفة الهند. هذا ويجري التفكير في اتخاذ إجراءات قانونية ضد الناشر على مستوى مسكوني.
من جهتهم وجه أساقفة الهند دعوة للسلام، وطالبوا وزير التربية الفدرالي بالإشراف على دور النشر والمواد التربوية المتداولة في المدارس الهندية.
وحسب ما قاله الأب بابو جوزيف المتحدث باسم مجلس أساقفة الهند لوكالة فيدس “لا نستطيع القول بأنها تعبير مباشر عن التيارات الأصولية الهندوسية، لكنها تؤيدهم طبعاً وتحظى بدعم بعض الأوساط المتطرفة”.
وأصاف: العنف لا يسبب إلا المزيد من العنف، والجماعات الهندوسية المتطرفة تنتظر ذريعة لإطلاق العنان للعنف ضد المسيحيين. حالياً يطالب الأساقفة حكومة البنجاب بالإفراج عن المسيحيين الـ 25 الذين أوقفوا في أعقاب الصدامات (من ضمنهم بعض الكاثوليك) حول نشر ملصقات عن هذه الصورة التجديفية. جرت عملية تصميم هذه الملصقات ونشرها في المدينة بإدارة جماعات هندوسية أصولية بهدف خلق التشنجات. وقد أكدت حكومة الولاية على أنها ستحاكم المسؤولين”.