ماينوث، إيرلندا، الخميس 25 فبراير 2010 (Zenit.org) – تحدث عدة أساقفة إيرلنديين مع المؤمنين عن انطباعاتهم حول اللقاءات التي جمعتهم الأسبوع الفائت ببندكتس السادس عشر والتي دعا إليها البابا للتطرق إلى فضيحة الاعتداء الجنسي التي تعصف بالأمة.
بعد لقائه مع الكاردينال شون برادي، رئيس مجلس أساقفة إيرلندا، ورئيس أساقفة دبلن ديارمويد مارتن، في ديسمبر الماضي، دعا الأب الأقدس كل الأساقفة الإيرلنديين إلى الانضمام إليه في روما في 15 و16 فبراير.
نهار الأحد الفائت، وبعد العودة إلى إيرلندا، تحدث العديد من الأساقفة عن لقاءاتهم خلال عظات الأحد.
وقدم أسقف غالواي مارتن درينن ملخصاً موجزاً قائلاً: “إن ما اكتسبته من روما بعد الزيارة التي استمرت يومين خلال الأسبوع الفائت يختصر بثلاث جمل: مواجهة الماضي بصدق، والحاضر بشجاعة، والمستقبل برجاء”.
من جهته، وصف مايكل سميث أسقف ميث اللقاء مع البابا بـ “أكثر الاجتماعات انفتاحاً وصدقاً والتزاماً من بين تلك التي حضرتُها”.
ولاحظ فيه إشارة إلى مدى جدية البابا في تعاطيه مع فضيحة الاعتداء الجنسي.
كما أوضح الأسقف سميث أن “الأب الأقدس وتسعة كرادلة ورؤساء أساقفة من الكوريا كانوا حاضرين في الاجتماع نهار الاثنين وحتى فترة الغداء نهار الثلاثاء. فمن خلال حضورهم، أرادوا التشديد على خطورة هذا الشر الذي يؤثر على حياة الكنيسة في إيرلندا وفي المجتمع حول العالم. وقد استُهل اللقاء بقيام كل من الأساقفة الإيرلنديين بعرض مختلف جوانب المسألة لمدة خمس دقائق”.
تابع قائلاً: “في فترة العصر، جاءت ردود الكرادلة ورؤساء الأساقفة الذين استكملوا بعض النقاط التي وردت في الكلمات الصباحية. وهذا ما فعله أيضاً البابا بندكتس. عند الانتهاء من هذه المرحلة، بدأت المناقشة حول مسودة الرسالة التي سيبعثها البابا إلى الكنيسة الإيرلندية خلال الأسابيع القليلة المقبلة، بعد استماعه بانتباه إلى التعليقات والمقترحات التي قدمها الحاضرون والتي ستؤخذ بالاعتبار في الصيغة النهائية للرسالة”.
معيار الأهمية
يأتي الرد الفاتيكاني على الفضيحة الإيرلندية بعد تقريرين حول الوضع: تقرير لجنة مورفي الذي يفصّل حالات الاعتداء في أبرشية دبلن من 1975 ولغاية 2004، والذين نشر في نوفمبر الفائت. وقد تلا تقرير راين الذي صدر في مايو الأخير مورداً التفاصيل حول الاعتداء على الأطفال في المدارس الكاثوليكية الموزعة في البلاد.
بدوره، رأى نويل ترينور أسقف داون وكونور أن اللقاءات دليل على قلق الحبر الأعظم.
قال: “إن الدعوة التي وجهها البابا بندكتس إلى أساقفة إيرلندا وحضوره في اللقاء يومي الاثنين والثلاثاء هما معيار الأهمية التي يوليها بندكتس السادس عشر لمعالجة جريمة وخطيئة الاعتداء الجنسي على الأطفال والقاصرين والبالغين الضعفاء. وقد عبر البابا عن حزنه حيال الأحداث التي جرت هنا في إيرلندا”.
“لقد كان هذا الاجتماع بمثابة مرحلة ضمن المسار الطويل الهادف إلى معالجة هذا العار المأساوي في حياة الضحايا، وفي حياة الكنيسة والمجتمع”، بحسب الأسقف ترينور الذي أردف قائلاً أن “هذا اللقاء وحده لا يستطيع شفاء هذا الجرح الرهيب. يجب أن نصلي يومياً ليحصل هذا الشفاء”.
حدث استثنائي
أشار جايمس موريارتي أسقف كيلدير وليلن – الذي أعلن أن الموافقة على طلب استقالته متوقعة بُعيد الفصح – إلى أن اللقاء البابوي كان حدثاً استثنائياً.
“إن الوقت والاهتمام اللذين أعطاهما البابا بندكتس شخصياً كانا مؤثرين. وأبدى كبار أعضاء الكوريا اهتماماً كبيراً وقدموا إسهاماتهم الخاصة. كما كانت مختلف الجلسات التي عقدت يومي الاثنين والثلاثاء طويلة ومكثفة. وكان حواراً جديراً بالاهتمام على أعلى مستوى”. وأضاف أن اللقاءات الفاتيكانية كانت مجرد خطوة إضافية ضمن وضع مستمر في التطور: “من المهم التشديد على أن هذه العملية مستمرة مع وجود خطوات لاحقة”.
شغل الأسقف موريارتي البالغ من العمر 73 عاماً منصب أسقف مساعد في دبلن من 1991 ولغاية 2002.
كلمات من البابا
كذلك لفت دينيس برينن أسقف فيرنز إلى أنه ينتظر رسالة الحبر الأعظم الموجهة إلى الكنيسة في إيرلندا والمتوقع صدورها خلال الشهر المقبل.
ورأى في الرسالة “مرحلة مهمة لا يمكن التراجع عنها” مضيفاً: “إننا نعيش في زمن محنة كبيرة نتيجة الفضائح الخطيرة وسوء تدبيرها في جماعتنا الكنسية. […] لسنا وحدنا في هذه الظلمة. على الرغم من أن الظلمة حالكة، إلا أن كلمة الله هي ركيزتنا الأساسية: “وإن جلست في الظلمة، فالرب نور لي” (ميخا 7، 8). من هنا يحثنا رجاؤنا المسيحي على عدم الانقطاع أبداً عن البحث عن سبل تؤدي إلى السلام والشفاء للجميع”.