بغداد، الجمعة 26 فبراير 2010 (Zenit.org) – "يبدو أن مسلسل القتل الطويل مستمر بلا نهاية في العراق. ولا يمكن للقضاء على الحياة البشرية إلا أن يثير الذعر". هذا ما جاء في مذكرة صادرة عن السفارة البابوية في العراق.
"كثيراً ما استُهدف المسيحيون في عمليات قتل واختطاف وتدمير كنائس وأديرة. كما تضررت مؤخراً الجماعات المسيحية في الموصل ودفعت ثمناً باهظاً على الرغم من حياتها المسالمة المعترف بها بالإجماع".
في الأيام العشرة الماضية، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى ثمانية قتلى، بعد مقتل ثلاثة مسيحيين آخرين – أب وولديه – في الموصل على بعد 350 كلم من بغداد.
يرد في المذكرة ما يلي: "هناك شعور بأن سبب الاعتداء على هذه الأقليات يعود فقط لعقيدتهم الدينية أو انتمائهم الإتني المتنوع. ويعيش العديد من المسيحيين في خوف من البقاء في الأرض التي شهدت وجودهم فيها منذ ألفي سنة".
"هناك من يحاول الدوس على حقهم غير القابل للجدل في المواطنية التامة، دافعاً إياهم بقوة العنف إلى مغادرة منازلهم والهرب".
"تماماً كما أعلن أساقفة الموصل مؤخراً، يشعر المسيحيون بأنهم غير مرغوب بهم في موطنهم، في المكان الذي ولدوا فيه. من المحزن أن قوة العادة قادرة على التوصل إلى طمس الرعب بأعمال عنيفة وجنونية كعمليات القتل التي ارتكبت البارحة في الموصل"، بحسب المذكرة.
"من الضروري أكثر من أي وقت مضى رفع الصلاة لرب السلام لكيما يستمر المسيحيون في مقاومة إغراء مغادرة البلاد على الرغم من المحنة، ويتسلحوا بالشجاعة للإسهام في الخير العام وإعادة بناء أمتهم".
"في سبيل تحقيق ذلك، تبرز الحاجة إلى مساعدة طارئة؛ فمن الضروري بخاصة ألا يتقلص ضغط الرأي العام العالمي من أجل إنهاء كافة أشكال العنف والتمييز فوراً"، وفقاً للمذكرة عينها.
"هناك ثقة باهتمام وتضامن الأسرة الدولية المرتبط بها مصير الأقليات، لتكون صوت من لا صوت لهم".
"من جهة أخرى، يُنتظر من السلطات المحلية ألا تكف عن بذل كافة الجهود لضمان الحماية للعُزل، الحماية التي لهم الحق بها بخاصة بموجب مواطنيتهم العراقية التي لم يخونوها أبداً".
ختاماً، يأتي في المذكرة أن "المسيحيين يطلبون القدرة على عيش حياتهم بسلام والمجاهرة بإيمانهم في ظل الأمن التام الذي يشكل الشرط الأساسي في كل حضارة".