لاهور/ باكستان، الجمعة 26 فبراير 2010 (zenit.org). – يسود الهدوء في الشوارع إلا أن التوتر يبقى حاداً في مدينة كراتشي في جنوب باكستان حيث قامت مجموعة مؤلفة من 150 مسلماً بالاعتداء نهار الأحد 21 فبراير على كنائس ومتاجر ومنازل مسيحية في منطقة باهار غانج، المنطقة ذات الأغلبية المسيحية في المدينة.
وحسب ما أفاد به كاهن كاتدرائية القديس باتريك في كراتشي الأب إدوارد جوزيف لوكالة فيدس فإن الصراع بين المسلمين السنة والشيعة بلغ مرحلة العنف الشديد، غير ان الأقليات الدينية كالمسيحيين، تقع ضحية هذا التوتر المتصاعد الذي يكاد ينفجر لأسباب تافهة.
اندلع مسلسل العنف في 21 فبراير. وبدأت أعمال الشغب جراء نقاش بسيط بين تاجر فاكهة مسلم وزبون مسيحي شاب. تحول هذا الشجار إلى عنف واسع النطاق عندما حشد التاجر مسلمين آخرين داعياً إياهم إلى “تلقين المسيحيين درساً”. فقام المعتدون بإحراق المنازل والسيارات وضرب المسيحيين في الشوارع وتخريب المتاجر وإلحاق الضرر بكنيستين بروتستانتيتين (كنيسة القديسة مريم، وكنيسة الجلجلة المشتركة بين الطوائف). وخوفاً من الاعتداءات، قامت بعض المؤسسات المسيحية منها مدرسة القديس يهوذا بإقفال أبوابها.
هذا ويعمل الزعماء الدينيون المسيحيون والمسلمون في كراتشي من أجل الحوار، لتلافي سوء الفهم وفصول جديدة من العنف. يجب على المسيحيين والمسلمين ألا يسمحوا لنقاشات تافهة تحدث في الحياة اليومية بالتحول إلى “نزاع ديني”.
أما في لاهور، فقد أعرب المسيحيون عن كامل تضامنهم مع جماعة المؤمنين السيخ، وأدانوا بشدة اعتداءات الطالبان، مشددين على ضرورة الدفاع عن حقوق الأقليات الدينية في باكستان. وحسب ما قاله نديم أنطوني، وهو مسيحي يعمل في لجنة حقوق الانسان في باكستان، لوكالة فيدس، فإنه خلال الأيام الأخيرة اختطف الطالبان اثنان من السيخ، ومن ثم قتلوهما لأن عائلتيهما الفقيرتين لم تستطيعا دفع الفدية المطلوبة.
وقد أدت هذه الحادثة الى ردات فعال من قبل السيخ في مختلف المدن الباكستانية، الأمر الذي دعا تدخل السلطات المدنية وجمعيات حقوق الإنسان. وقال نديم أنطوني أن هنام ضغوطات مستمرة على الأقليات الدينية من سيخ ومسيحيين وهندوس، من قبل الطالبان. إننا ندعو الحكومة المركزية الى اتخذات التدابير الضرورية لحماية الأقليات.
عوائل قليلة من المسيحيين والسيخ والهندوس بقيت في منطقة وادي سواط المحاذية لأفغانستان، ولكنها تعاني من اعتداء المسلمين الأصوليين. الطالبان يطلبون الارنداد الى الإسلام أو دفع الجزية، ومن يرفض او لا يستطيع الدفع، فإنه يخاطر بحياته.
عام 2007 أدت اعتداءات الطالبان الى مقتل 3000 شخص. السيخ جماعة صغيرة في باكستان، غير أهم قديمو العهد فيها.
وعقب كل هذه الأحداث وقع رئيس مجلس أساقفة لاهور بياناً بعث به الى وكالة فيدس، من لجنة العجالة والسلام، مديناً “إهمال الحكومة” التي تعطي الحرية لطالبان بالحكم، وبالتالي تشجع المنطمات الاسلامية المتطرفة على فرض “الجزية”، وعلى الخطف وطلب الفدية وعلى القتل. وقد تحركت الكنيسة بعد أعمال العنف الأخيرية التي وقعت ضحيتها جماعة السيخ ، والتي صدرت أيضاً تجاه المسيحيين والهندوس.
وقال رئيس الأساقفة أن أعمال العنف هذه تتردد دائماً، وهي تشكل خطراً كبيراً على حياة وممتلكات المنتمين الى الأقليات الدينية في البلاد. وتطرق رئيس الأساقفة الى الحادث الأخير ضد السيخ وقال: “هذه ليست الحادثة الوحشية الوحيدة ضد الأقليات الدينية في باكستان… على الحكومة الفيدرالية والإقليمية أن تتخذ التدابير اللازمة للسيطرة على الوضع.”