بقلم إميل أمين

القاهرة ، الجمعة 19 فبراير 2009 (Zenit.org). – في مناسبة زمن الصوم الأربعيني المقدس وجه سيادة المطران كريكور اوغسطينوس كوسا أسقف الإسكندرية  على الأرمن الكاثوليك رسالة رعوية  استهلها بالقول :

" انتم الذين اخترهم الله الأب بسابق علمه وقدسهم بالروح ليطيعوا  يسوع وينضحوا بدمه ، عليكم أوفر النعمة  والسلام "( بطرس  الأولى 1: 1-2).

يسرنا ونحن على عتبة الصوم الأربعيني المبارك أن نتوجه إليكم هذه  السنة ونقدم لكم رسالتنا الرعوية وموضوعها " الصوم مسيرة فرح وقيامة ".

ويضيف سيادة المطران كوسا " يستمد زمن الصوم أهميته من أعمال التوبة  استعدادا لعيد القيامة  في حياة الكنيسة والمؤمنين  مدة أربعين يوما . إن عدد الأربعين تحدد في القرن الرابع تحت تأثير الرموز الكتابية  ، دام الطوفان أربعين يوما ، صام موسى وإيليا ويونان أربعين يوما ، قطع الشعب اليهودي في الصحراء أربعين سنة ، صام يسوع  أربعين يوما  ولذلك سمت الكنيسة  الصوم الكبير " بالصوم الأربعيني.

ويكمل المطران كوسا بالقول : إن للصوم وجهين  وجه معاناة  من خلال ممارسة  إماتة الذات في الزهد والصلاة  والتوبة وأعمال الخير  ويرافق هذا الزمن ممارسات إماتة الذات   في الزهد والصلاة والتوبة وأعمال البر والخير .

ووجه ايجابي لأنه توق وانتظار للقيامة المجيدة بفرح ورجاء كبيرين .

وفي رسالته الرعوية يقول المطران كوسا : إن أمنا الكنيسة المقدسة تحثنا  من خلال الدعوة الى الصوم على مراجعة حياتنا وإعادة توجيهها نحو الرب  والقريب  فنتجدد وندخل سر المسيح الفادي ، نموت معه لنحيا معه في قيامتنا  من عبودية  الخطيئة  الى حرية أبناء الله .

ويؤكد على أن الصوم لا معنى له  دون مرافقة الصلاة له ، ففي الصوم يسمو الإنسان عن جسده وعن رغباته وفي الصلاة  يسمو الإنسان بروحه ليتحد مع ربه ، وكأن الصوم  والصلاة معا يحققان وحدة الإنسان في سموه وتعاليه  عن العالم ليتحد مع ربه  ويجد عنده مصدر  تجدده في روحه وجسده .

ويشدد مطران الأرمن الكاثوليك في مصر على  أن الفرح في المسيح هو محور إيماننا وصومنا وعملنا ، وفي هذا يقول   القديس بولس " نحن نعلم أن الإنسان لا يبرر بالعمل بأحكام الشريعة ، بل  بالإيمان بيسوع المسيح .. لأني بالشريعة  مت عن الشريعة لاحيا لله ، وقد صلبت  مع المسيح . فما أنا أحيا بعد ذلك ، بل المسيح يحيا في "( غلاطيه2: 16-20)

وينهي سيادته بقوله :

أحبائي  لن نفهم  معنى الصوم  إلا بدخولنا في سر المسيح المتألم  والمنتصر على الموت ، فيصبح عندئذ صومنا مسيرة توبة ، مسيرة فرح ورجاء ، مسيرة لقاء بالرب يسوع ، فنتحول  من عالم الموت والقهر الى ينبوع نعم غزيرة  تفيض صلاح  ومحبة وحياة مع المسيح  الذي هدم  في جسده الحاجز  الذي يفصل بين الإنسان وذاته وبين الإنسان  وأخيه الإنسان  وبين الإنسان وربه .

 إن صومنا هو فعل تواضع  ومحبة  ، تقشف وحرمان انه ليتورجية توبة  وتجدد وفرح وعطاء .. انه حياة  تجعلنا أبناء الصليب والقيامة معا.

فهنيئا لكل صائم  يعيش صومه بكل أبعاده وغلباته .