بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الأربعاء 17 فبراير 2010 (Zenit.org). – شرح البابا في تعليم الأربعاء اليوم رمز رتبة رش الرماد التقشفية، التي يتم التعبير عنها في الليتورجية من خلال صيغتين: "ارتدوا وآمنوا بالإنجيل!"، "اذكر أنك تراب وإلى التراب تعود".

الارتداد إلى اتباع المسيح

وضع الرماد على الرأس هو علامة توبة وحزن في العهد القديم، وزمن الصوم الذي هو زمن مؤاتٍ للتوبة يوجه النداء إلى التوبة: "توبوا وآمنوا بالإنجيل" مستنكرًا السطحية المتساهلة التي غالبًا ما تميز عيشنا.

شرح البابا أن التوبة أو الارتداد تعني تغيير الوجهة في مسيرة الحياة: "الارتداد هو أن نسير في عكس التيار، حيث "التيار" هو أسلوب الحياة السطحي، غير المتماسك والواهم، الذي غالبًا ما يجرنا، ويسيطر علينا، ويجعلنا عبيد الشر أو، على كل حال، سجناء السطحية الأخلاقية".

ولكن الارتداد ليس فقط تعبيرًا عن جهد خلقي عميق، إنه فعل اتكال على "على الإنجيل الحي والشخصي، أي يسوع المسيح".

فشخص المسيح بالذات هو الهدف الندائي من التوبة والارتداد: "هو الطريق الذي دُعي الجميع لكي يسيروا فيه، مستنيرين بنورهم ومتكلين على قوتهم التي تحرك خطانا".

التراب والمجد

ثم شرح البابا الصيغة الثانية التي ترافق رش الرماد: "اذكر يا إنسان أنك تراب وإلى التراب تعود".

أوضح الأب الأقدس أن هذه الصيغة تذكرنا بسفر التكوين عندما قال الرب لآدم، بعد الخطيئة الأصلية: "بعرق جبينك تأكل خبزك، إلى أن تعود للأرض التي خرجت منها: لأنك تراب وإلى التراب تعود!" (تك 3، 19).

هذه الصيغة والآية هي تذكير بضعفنا، لا بل بموتنا، الذي هو قمة الضعف. وقال البابا في هذا الصدد: "أمام الخوف الكامن من النهاية، وخصوصًا في إطار ثقافة تحظر واقع وخبرة الموت البشري، تذكرنا ليتورجية الصوم، من ناحية، بواقع الموت داعيةً إيانا إلى الواقعية والحكمة، ومن ناحية أخرى، تدفعنا إلى إدراك وعيش جدة الإيمان المسيحي غير المتوقعة التي تتفجر حتى في صلب الموت".

الإنسان تراب، نعم، ولكنه أيضًا صورة مجد الله، صورة الخالق: "الإنسان تراب وإلى التراب يعود، ولكنه تراب ثمين في نظر الله، لأن الله خلق الإنسان من أجل الخلود". ولذا، من هذا المنطلق إن الصيغة الليتورجية تجد ملء المعنى في آدم الجديد، أي يسوع المسيح.

"فالرب يسوع – بحسب ما أردف البابا – أراد بحرية أن يشارك الإنسان مصير ضعفه، وبشكل خاص من خلال موته على الصليب؛ ولكن هذا الموت بالتحديد، المليء بحبه للآب وللبشرية، كان السبيل المجيد للقيامة، التي من خلالها صار المسيح منبع نعمة موهوبة للذين يؤمنون به ويضحون شركاء في الحياة الإلهية عينها. هذه الحياة لن يكون لها نهاية، وهي فاعلة منذ الآن في القسم الأرضي من وجودنا، وستكتمل مع "قيامة الجسد"".

ولذا رش الرماد على الرأس هو نزع الإنسان العتيق ولبس الإنسان الجديد، هو إلى حد ما تجديد لمواعيد العماد، وسعي للاقتداء والتمثل بالمسيح.

رتبة رش الرماد هي، بحسب ما قال البابا: "دعوة إلى اجتياز زمن الصوم كغوص أوعى وأعمق في سر المسيح الفصحي، في موته وقيامته، من خلال الاشتراك في الافخارستيا وحياة المحبة، التي تولد من الافخارستيا وتجد فيها ملئها".

مؤتمر للقبطيات والتراث المسيحي النوبي في جنوب مصر

بقلم إميل أمين

القاهرة ، الاثنين 15 فبراير 2010.  (zenit.org).. – شهدت‏ ‏محافظة‏ ‏أسوان‏ ‏فعاليات‏ ‏المؤتمر‏ ‏الخامس‏ ‏عن‏ ‏المسيحية‏ ‏والرهبنة‏ ‏في‏ ‏مصر‏…‏وخصصت‏ ‏الندوة‏ ‏العلمية‏ ‏الدولية‏ ‏هذا‏ ‏المؤتمر‏ ‏عن‏ ‏تاريخ‏ ‏منطقة‏ ‏أسوان‏ ‏والنوبة‏ ‏الأثرية.

نظمت المؤتمر ‏ ‏مؤسسة‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏ ‏لدراسات‏ ‏التاريخ‏ ‏القبطي‏ ‏برئاسة‏ ‏الدكتور‏ ‏فوزي‏ ‏أسطفانوس‏ ‏وباستضافة‏ ‏الأنبا‏ ‏هدرا‏ ‏مطران‏ ‏أسوان‏ ‏ودير‏ ‏الأنبا‏ ‏باخوميوس‏ ‏بإدفو‏.

جاء‏ ‏المؤتمر‏ ‏لتوثيق‏ ‏التراث‏ ‏القبطي‏ ‏ونشره‏ ‏عالميا‏ ‏وتعريف‏ ‏المصريين‏ ‏والأجانب‏ ‏بتراث‏ ‏الأجداد‏ ‏الأقباط‏ ‏وحضارتهم‏,‏حيث‏ ‏إن‏ ‏الحضارة‏ ‏القبطية‏ ‏تمثل‏ ‏حقبة‏ ‏مهمة‏ ‏من‏ ‏تاريخ‏ ‏الأمة‏ ‏بأكملها

وفي تصريحات لصحيفة وطني الوثيقة الصلة مع الكنيسة المصرية قال  ‏ ‏الأنبا‏ ‏سرابيوم‏ ‏أسقف‏ ‏لوس‏ ‏أنجلوس‏ ‏بكاليفورنيا للأقباط الأرثوذكس ‏ ‏ ‏أن‏ ‏تاريخ‏ ‏المسيحية‏ ‏في‏ ‏أسوان‏ ‏والنوبة‏ ‏واقع‏ ‏وجزء‏ ‏من‏ ‏تاريخ‏ ‏الأمة‏,‏ومتحف‏ ‏النوبة‏ ‏يسجل‏ ‏هذا‏ ‏التاريخ‏,‏ويعد‏ ‏هذا‏ ‏المؤتمر‏ ‏إضافة‏ ‏كبيرة‏ ‏لما‏ ‏تقوم‏ ‏به‏ ‏كنيستنا‏ ‏في‏ ‏الاهتمام‏ ‏بالتراث‏ ‏القبطي‏.‏

من جانبه قال الأنبا‏ ‏هدرا‏ ‏مطران‏ ‏أسوان‏ ‏ورئيس‏ ‏دير‏ ‏القديس‏ ‏الأنبا‏ ‏باخوميوس‏ ‏‏ ‏بحاجر‏ ‏إدفو‏ ‏إن منظمو‏ ‏المؤتمر‏ ‏حرصوا‏  ‏علي‏ ‏التواجد‏ ‏وسط‏ ‏الحياة‏ ‏البسيطة‏ ‏للرهبنة‏,‏خاصة‏ ‏أن‏ ‏أسوان‏ ‏تتميز‏ ‏بثراء‏ ‏آثارها‏ ‏عبر‏ ‏العصور‏,‏وتشهد‏ ‏علي‏ ‏عظمة‏ ‏الآثار‏ ‏المصرية‏ ‏القديمة‏ ‏والبطلمية‏ ‏والرومانية‏ ‏المعابد‏ ‏والمقاصير‏ ‏والمقابر‏ ‏الممتدة‏ ‏من‏ ‏الشمال‏ ‏إلي‏ ‏الجنوب‏ ‏من‏ ‏الكام‏ ‏والكوم‏ ‏الأحمر‏ ‏وإدفو‏ ‏وجبل‏ ‏السلسلة‏ ‏وكوم‏ ‏أمبو‏ ‏وجزيرة‏ ‏أسوان‏,‏بالإضافة‏ ‏إلي‏ ‏معابد‏ ‏النوبة‏ ‏وكلابشة‏ ‏والسبوع‏ ‏والدر‏ ‏ومعبدي‏ ‏أبوسمبل‏…‏ومع‏ ‏اندثار‏ ‏الوثنية‏ ‏وانتشار‏ ‏المسيحية‏ ‏شيد‏ ‏المصريون‏ ‏الكنائس‏,‏كما‏ ‏قاموا‏ ‏بإضافة‏ ‏بعض‏ ‏عناصر‏ ‏الكنيسة‏ ‏إلي‏ ‏المعابد‏ ‏الوثنية‏ ‏كحضنيات‏ ‏الهياكل‏ (‏الشرقيات‏) ‏والمعموديات‏ ‏وزخرفتها‏ ‏بمناظر‏ ‏مستوحاة‏ ‏من‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏ ‏والقديسة‏ ‏العذراء‏ ‏والرسل‏ ‏لتتفق‏ ‏مع‏ ‏رسالة‏ ‏وشعائر‏ ‏وطقوس‏ ‏المسيحية

وفي‏ ‏حديث‏ ‏مع‏ ‏الدكتور‏ ‏جودت‏ ‏جبرة‏ ‏أستاذ‏ ‏الدراسات‏ ‏القبطية‏ ‏بجامعة‏ ‏كليرمونت‏ ‏بكاليفورنيا‏ ‏ومدير‏ ‏المتحف‏ ‏القبطي‏ ‏بمصر‏ ‏سابقا‏ – ‏قال‏: ‏الآثار‏ ‏القبطية‏ ‏موضع‏ ‏الاهتمام‏ ‏والمنتشرة‏ ‏في‏ ‏أرجاء‏ ‏مصر‏ ‏غنية‏ ‏وزاخرة‏ ‏بكثير‏ ‏من‏ ‏التفاصيل‏ ‏التي‏ ‏يحرص‏ ‏علي‏ ‏دراستها‏ ‏المتخصصون‏ ‏من‏ ‏الباحثين‏ ‏الأجانب‏ ‏والمصريين‏ ‏أيضا‏.

 ‏

‏ تحدث  ‏الدكتور‏ ‏سيجفرد‏ ‏ريشنر‏ ‏الأستاذ‏ ‏بألمانيا‏ في المؤتمر  ‏عن‏ ‏بدايات‏ ‏المسيحية‏ ‏في‏ ‏بلاد‏ ‏النوبة‏ ‏في‏ ‏القرن‏ ‏الخامس‏ ‏الميلادي‏ ‏والتي‏ ‏بدأت‏ ‏في‏ ‏فيلة‏ ‏في‏ ‏عهد‏ ‏الأنبا‏ ‏أثناسيوس‏ ‏الرسولي‏ ‏عام‏ 365 ‏ميلادية‏ ‏حيث‏ ‏توجد‏ ‏بعض‏ ‏دلائل‏ ‏لوجود‏ ‏رهبان‏ ‏بشروا‏ ‏بالمسيحية‏ ‏في‏ ‏النوبة‏, ‏وأصبحت‏ ‏النوبة‏ ‏في‏ ‏القرن‏ ‏السادس‏ ‏كلها‏ ‏مسيحية‏. ‏وأشار الى أن المسيحية‏ ‏في‏ ‏النوبة‏ ‏لها‏ ‏وضع‏ ‏خاص‏ ‏باعتبارها‏ ‏الكنيسة‏ ‏الوحيدة‏ ‏التي‏ ‏لم‏ ‏يستول‏ ‏عليها‏ ‏العرب‏ ‏وظلت‏ ‏المسيحية‏ ‏مستقلة‏ ‏حتى‏ ‏القرن‏ ‏الرابع‏ ‏عشر.

‏ ‏