بقلم أنيتا بوردين
روما، الأربعاء 18 أغسطس 2010 (Zenit.org) – تجمع أكثر من خمسين ألف خادم مذبح أوروبي تتراوح أعمارهم بين 14 و25 سنة في ساحة القديس بطرس، وذلك خلال المقابلة العامة في الرابع من أغسطس بمناسبة رحلة حجهم العاشرة (من الثاني ولغاية الرابع من أغسطس) التي جرت تحت شعار “الارتواء من المنهل الحقيقي”، حسبما شددت إذاعة الفاتيكان ولوسيرفاتوري رومانو في الثالث من أغسطس 2010.
رحلة الحج هذه نظمتها الجمعية الدولية لخدام المذبح التي تحتفل هذه السنة بالذكرى السنوية الخمسين لتأسيسها والتي يرأسها المونسنيور مارتن غاشتر، الأسقف المعاون في بازل.
وقبل اللقاء مع البابا، أقيمت أمسية ترانيم وصلوات وشهادات في ساحة القديس بطرس مساء الثلاثاء الواقع فيه الثالث من أغسطس. إشارة إلى أن تجمع الثاني من أغسطس 2006 تميز أيضاً بلقاء مع بندكتس السادس عشر.
جاء من ألمانيا 45 ألف خادم مذبح. ونسق احتفال هذه السنة مكتب راعوية الشباب التابع لمجلس أساقفة ألمانيا. إضافة إلى أن 8000 خادم مذبح أتوا من 12 بلداً أوروبياً آخراً مثل النمسا والمجر وفرنسا ورومانيا وسويسرا.
وقام البابا بندكتس السادس عشر بتبريك تمثال للقديس ترسيسيوس – خادم المذبح الذي رُجم في القرن الثالث – يبلغ طوله حوالي خمسة أمتار ووزنه حوالي 4 أطنان.
هذا التمثال سبك بالبرونز في مسابك الأجراس والفن في أرو السويسرية على يد الصائغ البازلي برنارد لانغ الذي كان بدوره خادم مذبح والذي أظهر الشاب ترسيسيوس متحركاً من خلال تصوير “استعداده لخدمة المذبح”.
خلال يومين، وفي ساحة القديس بطرس، توفرت إمكانية تأمل هذا التمثال الذي انطلق من سويسرا قبل عامين. وفي الخامس من أغسطس، وضع بصورة نهائية في سراديب القديس كاليستوس على طريق أبيا، المكان الذي يعتقد أنه مدفون فيه والذي يزوره خدام المذبح الشباب.
تعرف سيرة حياة القديس ترسيسيوس بفضل قصيدة ألفها البابا داماسوس (366-384). وبحسب موشحة دينية كتبت في وقت لاحق، فإن ترسيسيوس المسمى بـ “القندلفت” استشهد في الخامس عشر من أغسطس سنة 257.
وقد اختار السنكسار الروماني هذا التاريخ للاحتفال بعيده. وبحسب التقليد، فإن البابا زيفيرين (199-217) وترسيسيوس دفنا في المقبرة عينها (في تاريخين مختلفين). إلا أن جسد الشهيد الشاب نقل في وقت لاحق إلى بازيليك سان سيفلسترو الرومانية.
وعلقت إذاعة الفاتيكان بالقول: “على الرغم من أن البهجة طغت على أجواء التجمع إلا أن لا أحد يجهل أنه يقام هذه السنة في سياق أليم للكنيسة. خلال مؤتمر صحفي، عبر المسؤولون عن هدوئهم. فلم تتأذ الحركة بأي فضائح متعلقة بالبيدوفيليا. ويدل هذا التجمع على حيوية حضور الشباب في الكنيسة على الرغم من استحالة تجنب المشاكل والحاجة إلى التيقظ”.