بقلم إيزابيل كوستورييه
روما، الأربعاء 18 أغسطس 2010 (Zenit.org) – “الناس منكوبون، الرعايا مشتتة، وأكثر من نصف الكنائس مدمر”. هذا ما يلفت إليه النائب الرسولي في هايتي، المونسنيور برنارديتو أوزا، بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على الزلزال الذي دمر أكثر من 70% من مباني عاصمة البلاد بور أو برنس منها الكاتدرائية الكاثوليكية والإكليريكية الكبرى.
إن منطقة ليوجان مركز الزلزال، والمدينة التي تضم 130000 نسمة وتقع على بعد عشرين كيلومتراً غرب بور أو برنس، تعرضت للدمار بنسبة 90%.
“تواجه الكنيسة الكاثوليكية في هايتي عملاً كبيراً لكنها تختبر أيضاً تضامناً لم يسبق له مثيل”، حسبما أعلن رئيس الأساقفة خلال زيارته إلى المقر الدولي لجمعية عون الكنيسة المتألمة في كونيغشتاين قرب فرانكفورت (ألمانيا).
تفيد جمعية “عون الكنيسة المتألمة” أن المونسنيور أوزا أعلن بعد لفت الانتباه إلى الوضع الرهيب في بور أو برنس في أعقاب الزلزال أن “عمل إعادة إعمار الكنائس يجب أن يبدأ باكراً سنة 2011”.
تجدر الإشارة إلى أن عون الكنيسة المتألمة جمعت أكثر من 4 ملايين يورو لدعم الكنيسة الهايتية، وبخاصة لإعادة إعمار الكنائس والكابيلات والإكليريكيات، وكذلك لبرامج تنشيئية وتربوية في هايتي.
واللافت أن قسماً من هذا المبلغ خدم لإعادة إطلاق إذاعة الشمس التي عاودت البث خلال شهر يونيو الفائت.
“بالتأكيد أن المساعدة المباشرة للشعب مستمرة”، حسبما شدد النائب الرسولي موضحاً أن “التحدي المقبل للكنيسة يتمثل في إعادة الإعمار، وبخاصة في إعادة إعمار المدارس التي تشكل أولوية” على حد قوله.
بعدها، لا بد من إعادة إعمار الرعايا والكنائس والإكليريكيات والمنشآت الخيرية ودور الابتداء.
“إننا نهتم أولاً بالمؤمنين ومن ثم بالكنائس التي لا بد من تحسينها تقنياً وجعلها أكثر أماناً”. هذا ما قاله النائب الرسولي مضيفاً “فقط في بور أو برنس التي يعيش فيها ربع سكان البلاد، تدمر أكثر من نصف الرعايا جزئياً أو كلياً”.
وأضاف: “لم يعد العمل الرعوي الطبيعي ممكناً. فقد تشتتت الرعايا الاعتيادية التي نمت على مر السنين. كما دمرت كنائس ومدارس روحية وجمعيات خيرية إضافة إلى الإكليريكية وأديرة عديدة. كذلك، يعيش بعض السكان في مخيمات، فيما انتقل البعض الآخر إلى المقاطعات وإلى المدن طلباً للعمل”.
ولفت الممثل الحبري إلى أن البنى التحتية دمرت بخاصة في بور أو برنس، وأن نشاط مرافق الدولة متوقف حالياً، حتى بعد مرور أشهر عديدة على الكارثة.
وبالنسبة إليه، فإن سبب التقدم البطيء يعود إلى “الفساد المتفشي” و”ذهنية الأنانية”.
كذلك شكر المونسنيور أوزا عون الكنيسة المتألمة وذكر بأنه يرغب في تربية أفضل وأكثر فعالية للمساعدة على تخطي هذه الأوضاع.
ختاماً قال: “إن مؤسستكم الخيرية تدعم الخدمات الرعوية وتقدم مساعدة أساسية. ووحده العمل الرعوي المتجدد والمعزز سيساعد على إنقاذ الشعب”.