روما، الجمعة 20 أغسطس 2010 (Zenit.org) – ستشكل رحلة البابا المقبلة إلى بريطانيا العظمى فرصة ليظهر حسياً ما يحمله الإيمان المسيحي والكنيسة الكاثوليكية من الخير والجمال لمجتمع معلمن كالمجتمع الانكليزي. هذا ما شدد عليه الأب فديريكو لومباردي، مدير دار الصحافة الفاتيكانية في مقابلة أجرتها معه إذاعة الفاتيكان.
“إن اللقاء مع صاحبة الجلالة الملكة منذ اليوم الأول، واللقاء مع اسكتلندا في اليوم عينه الذي يشكل جزءاً مهماً في هذه الرحلة، يتوقع حدوثهما بقوة وانفعال”، حسبما قال الأب اليسوعي خلال التحدث عن المحطات الرئيسية في الرحلة التي سيقوم بها بندكتس السادس عشر من 16 ولغاية 19 سبتمبر المقبل.
في هذا الصدد، ذكر الأب لومباردي بأن رحلة البابا إلى اسكتلندا تصادف في يوم عيد القديس نينيان، شفيع البلاد ومبشرها. ويعتبر هذا اليوم “شديد الأهمية للاسكتلنديين”.
كذلك تحدث عن “كلمة البابا في قاعة ويستمينستر، واللقاء مع المجتمع، مع عالم الثقافة، ومع جميع الممثلين عن المجتمع الانكليزي”.
ولم يهمل الأب لومباردي الأهمية المسكونية لهذه الرحلة مذكراً بأن البابا سيلتقي أيضاً برأس الكنيسة الأنغليكانية، رئيس أساقفة كانتربيري.
وعقب قائلاً: “للاحتفال المسكوني أهمية كبرى. ندرك أيضاً أنه زمن حساس في المناقشات الداخلية للكنيسة الأنغليكانية”. لكنه أضاف أنه زمن حساس للعلاقات مع الكنيسة الكاثوليكية، “إذ أن هذه المناقشات الداخلية ستتمحور أيضاً على العلاقات بين الأنغليكان والكاثوليك”.
كما ذكر الأب لومباردي بالأمسية المتوقعة في هايد بارك في لندن في ختام الزيارة وبتطويب الكاردينال نيومان في بيرمينغهام الذي يشكل بالنسبة إليه “الجوهر الروحي لهذه الزيارة” بخاصة بسبب الرابط الاستثنائي الذي يجمع الأب الأقدس بهذا الشاعر والراعي الأنغليكاني الذي رحبت به الكنيسة الكاثوليكية وأعلنه لاوون الثالث عشر كاردينالاً.
وأوضح الناطق الرسمي باسم الكرسي الرسولي أن هذا الرابط واضح في جمع الإيمان والعقل وفي “عيش الشهادة المسيحية حالياً، في هذا العالم المعاصر، بحمل كل أسباب الإيمان المسيحي إلى من يطلبها، أسباب الرجاء في عالم كعالمنا”.
خلال مقارنة هذه الزيارة المقبلة لبندكتس السادس عشر بالزيارة التي قام بها يوحنا بولس الثاني إلى بريطانيا العظمى قبل ثلاثين عاماً، شدد الأب لومباردي على أن الوضع تبدل كثيراً تماماً كطبيعة الزيارة التي تأتي تلبية لدعوة الملكة والحكومة مما يجعلها زيارة دولة خلافاً لزيارة يوحنا بولس الثاني التي كانت رعوية.
كما أضاف أن ما يمكن توقعه من هذه الزيارة هو أنها ستقدم “ما يمكن أن يحمله الإيمان المسيحي وخدمة الكنيسة الكاثوليكية لمجتمع متطور ومعلمن، كمجتمع المملكة المتحدة”.
وتابع قائلاً: “إنه واقع يتساءل فيه كثيرون عن أهمية الشهادة المسيحية والشهادة الكاثوليكية في المجتمع. إذاً ينبغي إفهام الناس أن هذه الشهادة هي هبة للمجتمع، ثروة تقدم بإلهام روحي وتتطلب جهوداً في ميادين كالتربية والصحة والأعمال الخيرية…”.
ختاماً قال: “نرجو أن تظهر هذه الرحلة كل الجمال، كل الإيجابيات الكامنة في هذه الخدمة التي يقدمها الأب الأقدس للمجتمع، بخاصة في زمن نزاعات كالزمن الذي نعيش فيه”.