اسلام اباد ، الاثنين 23 أغسطس 2010 (Zenit.org) –- “بينما تتركز جهودُ رجال الانقاذ على جمع وتنظيم اللاجئين المستمرين في الازدياد، ينمو بشكلٍ مفرط عددُ الاطفال المفقودين، والأمهاتُ اللواتي يبكينَ أطفالهنّ المختفين. ولذلكَ، أصبحَ من الضرورة تخصيصُ جزء من العمل الانساني للأطفال الأقلّ عمرًا”: إنه الخطر الذي عبّرت عنه شمسا رضوان في حوارها مع وكالة فيدس، وهي دكتورة في اسلام اباد، والمسؤولة عن القسم الباكستاني للمنظمة العالمية غيرالحكومية للدفاع عن صحة الاطفال “Childhealth Advocacy International” (CAI) والتي تعمل منذ سنين على حماية ووقاية وتعليم الاطفال في البلاد وخاصة اللاجئين والمشردين بسبب الكوارث الطبيعية أو الحروب.
قامت هذه المنظمة بعد الفيضانات، ببعض عمليات الاسعاف في وادي سوات وفي نوشيرا، كما نظمّت دورةً مكثفة لتدريب المتطوعين ليعملوا في مراكز الاستقبال التي ستفتح أبوابها في الاول من سبتمبر لمساعدة الاطفال المشرّدين.
بحسب تقديراتٍ رسمية، يبلغُ عددُ الاطفال حتى الرابعة عشر من العمر الذين تضرروا بسبب الفيضانات حوالي 6 ملايين. وأعلنت اليونسيف بأن أكثر من 3,5 مليون من الصغار هم في خطر الموت بسبب العدوى وتلوّث الماء. كما أشارت منظمات غير حكومية عديدة لوكالة فيدس إلى الحالة المأسوية التي يعانيها الأطفالُ المشرّدون واليتامى أو المرضى والذين انقلبتْ حياتهم بسبب الفيضانات. ووصفتهم شمسا رضوان في حديثها لوكالة فيدس بأنهم “الضحايا الأكثر ضعفًا لأسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ البلاد”. فكثيرون فقدوا أبويهم، كما وجدَ مراهقون ذوو 14 عامًا، أنفسَهم مسؤولين عن رعاية إخوتهم الأصغر سِنًا من دون أي مساعدة من الراشدين.
“إنّ مشكلة التغذية والماء وآلاف الاطفال المفقودين ومجهولي الهوية ملحّة اليوم. فلا أحد يهتمّ بهؤلاء الصغار بصورةٍ خاصّة”. هذا ما تنبّهُ عنه المسؤولة عن CAI في باكستان، مضيفةً بأنّ: “حالة الفوضى هذه تشكّل فرصةً جشِعة لشبكة من التجّار المهرّبين للبشر. فقد ازدادت بعد الفيضانات ظاهرةُ الأطفالِ المفقودين. حدثتْ معي، على سبيل المثال، حالةُ طفلةٍ أنقذها متطوع في حالة مأسوية، إذ كانت قد التجأتْ إلى شخصٍ أمّن لها الغذاء ولكنه كان ينوي خطفَها. فالاطفال المحتاجون للحماية هم الفريسة التي يسهلُ كثيرًا اقتناصها. ولذلك، نطلبُ من الحكومة أن تتدخّل بصورةٍ خاصّة”.
تبحثُ منظمة CAI ومنظمات غير حكومية أخرى عن تنظيم مراكز استقبال لمساعدة الصغار وتوحيد العوائل. ولكن ليسَ من السهل عليها التحرّك، لأنها تجدُ نفسها في حالةٍ من الفوضى العامة ومن نقص المساعدات الانسانية.
تزيد الفيضانات وحالات التشرّد من ظاهرة خطيرة موجودةٍ مسبقًا في باكستان. فبحسب دراسة صدرت مؤخرًا ونُشِرَتْ في بداية شهر أغسطس 2010، عن منظمة بلان غير الحكومية في باكستان (Plan)والتي تعمل على حماية القاصرين، بأن حالات الاختفاء أو خطف الاطفال تبلغُ حوالي 3000 حالة في السنة، وأنّ كثيرين لم يُعثَر عليهم أبدًا، وهم ضحايا التجّار المهرِّبين. وتلاحظ الدراسة أنّ الظاهرة ازدادت بسبب نظام حماية القاصرين الضعيف الموجود في البلاد، كما أكدت بأن الاشهر ال18 الأخيرة سجلّت أكثر من 4300 حالات اختفاء وذلك في المدن الكبيرة من باكستان فقط.
بحسب المعطيات المتوفرة لوكالة فيدس من قبل منظمةٍ أخرى وهي مادادكار هيلبلاين غير الحكومية “Madadgaar Helpline” والتي نصبتْ خطّ هاتف للتبليغ عن الجرائم ضد القاصرين، فإنّ حوالي 10.511 طفل اختفوا في السنين العشر الاخيرة (2000-2010) وخاصةً بعد أحداثٍ أدّتْ إلى التشرّد، وهي تشيرُ إلى ازديادٍ واضح في هذا العدد