وكان قداسة البابا بندكتس السادس عشر قد حثّ المجتمع الدولي في ختام مقابلته العامة في القصر الرسولي في كاستل غوندولفو، على "تكثيف الجهود" من أجل إستعادة قيمِ "احترام الحياة وحقوق الإنسان". وقال البابا: " "أتوجه بتفكيري نحو موقديشو، حيث لا تزال تتوارد أخبار أعمال العنف وقد كانت بالأمس مسرحاً لمجزرة جديدة. أعرب عن قربي من عائلات الضحايا ومن جميع الذين يعانون بسبب الكراهية وعدم الاستقرار في الصومال".
بعد مجزرة الرابع والعشرين من أغسطس على فندق "مونا" في موقديشو، تتواصلُ أخبارٌ من العاصمة الصومالية عن معارك جديدة بين ميليشيات الشباب وجنود الحكومة الانتقالية المسنودين بقوات البعثة الافريقية في الصومال.
وقال المونسنيور بيرتين: "يقعُ على الصوماليين واجب إيجاد حلٍ لإيقاف العنف، بمساعدة المجتمع الدولي" ولكنه أضاف "بعد 15 مؤتمر عالمي فاشل، وإرسال القوات الافريقية وتشكيل الحكومة الانتقالية غير القادرة على تثبيت سلطتها، من الصعب أن نصبحَ متفائلين. بحسب وجهة نظري، لدى المجتمع الدولي خياران: الأول هو التدخّل العسكري الحاسم، مع أنه يبدو لي طريقًا غير مجدي كثيرًا لأنه سيؤدي إلى وقوع عددٍ كبيرٍ جدًا من الضحايا المدنيين. والخيار الثاني هو ترك موقديشو والتوجّه نحو تلك الاجزاء من الصومال التي تتمتعُ بالاستقرار، مثل سوماليلاند وبونتلاند، وإنشاء "محجرٍ صحي" يحيط بباقي المقاطعات الصومالية لمنع تسرّب المتطرفين في المناطق المسكونة من قبل صوماليي الدول القريبة، في جيبوتي وأثيوبيا وكينيا".
وواصل المونسنيور بيرتين قائلاً: "لابدّ ومن الطبيعي أن يُفتَحَ هذا المحجر الصحي لجميع الصوماليين الذي يريدون الهروب من المتطرفين. فأغلبيتهم يريدون فقط العيشَ دون تهديد مستمر بالتفجيرات والقتال. وهم مستعدون حتّى للعيش في ظلّ نظامٍ أصولي، مع وجود ضمانٍ ضئيل لحياتهم".
وختم المونسيور بيرتين بقوله: "مع الأسف، فإن الخيارات التي أمامنا محدودة ومن الصعب القبول بها، وخاصةً من ناحية حقوق الإنسان. عندما ولدتْ جماعة الشباب من المحاكم الإسلامية، حيث خسرتْ السلطة عام 2006 في موقديشو، لاحظَ بعضُ المراقبين في تلك الفترة، أن المحاكم نجحت في إحلال السلام في الصومال. كان هناك إذًا وجهان للمحاكم، وجهٌ مسالم وآخر أصولي منهُ ظهرت جماعةُ الشباب. فمن الصعب إذًا التنبؤ في هذه الحالة.