روما، 31 أغسطس 2010 (zenit.org) – لم تضرب الفيضانات باكستان فقط في الآونة الأخيرة بل ضربت أيضاً في بداية الأسبوع الفائت ولا تزال تضرب نيجيريا.
أدّى هطولُ الأمطار الغزيرة في نيجيريا والفيضانات التي خلفتها، إلى ازدياد عدد المشردين. إذ ارتفع عددهم من 111 ألفًا في الأسبوع الماضي، إلى 198.740 حاليًا، بحسب تقديرات مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية . ويُذكرُ أن هناكَ حاجة ماسّة لتوفير المأوى والملابس لهم، وخاصةً في المناطق الريفية التي تعاني من الصعوبات أكثر من غيرها. فعوائل المشردين في جنوب شرق منطقة الدفة ومنطقة آغاديز في الشمال، لم يستلموا حتى الآن أية مساعدة.
من جانبٍ آخر، تقتضي الضرورة حرق جثث ما يقارب 80 ألف حيوان ماتوا غرقًا في آغاديز بعد أن كانوا يعانون أصلاً من أزمةٍ في التغذية، وذلك لمنع تلوث المياه بجثثهم. أدّت الفيضانات أيضًا إلى نموّ الأزمة الغذائية الدولية، حيث يعاني نصف ال 15.2 مليون نسمة في نيجيريا من الجوع بسبب نقص المحاصيل. ومع أن الحكومة أرسلتْ 400 طن من الغذاء، فالخطر لا زالَ يهددُ بمزيدٍ من حالات التدهور بنسبة عالية.
أما في باكستان “الرهبان والمرسلون والراهبات والعلمانيون الكاثوليك هم في طليعة من التزموا لإنقاذ المشردين. فهم يمنحون قلبهم وعقلهم وكلّ قوتهم لمساعدة العوائل من ضحايا الفيضانات، واضعين كلمات المسيح “أحبّوا القريب كما أنا أحببتكم” موضعَ التطبيق”، حسب ما قاله لوكالة فيدس الأب جيمس جانان الدومنيكاني، رئيس مجلس الرؤساء العامين في باكستان.
أكثر من 43 رهبنة رجالية ونسائية، وأكثر من 100 راهبٍ وراهبة، يعملون في الطليعة من أجل تنسيق مشاريع المساعدة الإنسانية في مختلف مقاطعات باكستان”.
فمن بين الرهبنات الرجالية، التزمَ تسعةُ مُرسلين من جمعية سان كولمبانو للإرساليات الخارجية في منطقة حيدر اباد، حيث تسودُ حالةٌ من الأنذار عقب فيضانات الأيام الماضية. وأكّدَ الأب روبرت مكولج لوكالة فيدس أن أكثر من 18 ألف مشرّد وصلوا من المناطق المجاورة، تتمّ رعايتهم في مستشفى القديسة اليزالبيث في حيدر اباد، من قِبلِ المرسلين الكولمبانيين، وتشملُ العناية الطبية فيها بصورةٍ خاصّة مَن هم أكثر ضعفًا، كالشيوخ والحوامل.
نحو الشمال وبالتحديد في منطقة كويتا، يقوم المرسلون الاوبلاتيون لمريم المحبول بها بلا دنس (OMI)، بقيادة الأب الويسس روي رئيس الإرسالية، برعاية الناجين من الفيضانات وخاصةً في القرى المحيطة بالمدينة. وشرح أحدهم لوكالتنا: “وصلَ إلينا أكثر من 1500 لاجئ وهم يُستقبلونَ حاليًا في الرعايا المحلية والمدارس التي يديرها الرهبان، وسيبقون فيها حتى تنتهي حالة الطوارئ”.
يوجدُ أيضًا في منطقة كويتا الرهبان السالزيان، والذين يساعدون من خلال حركة عمل الأب بيتر زاغو، أكثرَ من مئة عائلة في اليوم. كما يقوم فريق سالزياني آخر، وبفضلِ مساعدة منظمة “جوجيند اين ويلت” “Jugend Eine Welt” السالزيانية غير الحكومية في فيينا، بتوفير الطعام والدواء لأكثر من 50 ألف عائلة تسكن في مخيمات اللجوء في سيبي والمناطق المجاورة الأخرى. كما تستعدُ جماعة سالزيانية أخرى في منطقة لاهور لتسليم المساعدات في منطقة السند وشمال البنجاب.
أمّا الرهبان الدومنيكان، وهم ثمانية إخوة يعاونهم مئات العلمانيين الدومنيكان، فينشطون في منطقة فيصل اباد. تلك المنطقة التي غرقت فيها قرية كشبر المسيحية من جراء الفيضانات، وفيها أيضًا فتحتْ الرعية الدومنيكية للأب باسكال بولس في حي وارسبون المسيحي، أبوابها لمئات المشردين. كما تعاون الرهبان أيضًا مع منظمة أطباء “اوزما أنعام ويلفار” “Uzma Anam Welfare”غير الحكومية، لنقل الأدوية والمساعدات للاجئين في مدينة نوشيرا. كما أطلقَ اليسوعيون والأخوة الفرنسسكانيون الكابوتشيون ورهبنات أخرى متجذرة في البلاد، فرق مساعدة وخاصة في مناطق لاهور وملتان.
ويُذكرُ من بين الأديرة النسائية التي تبذل جهودًا كبيرة من أجل آلاف الضحايا: أخوات يسوع ومريم، الأخوات الدومنيكيات، أخوات الراعي الصالح، أخوات مار يوحنا لله، أخوات المحبة، أخوات يسوع ومريم للمحبة.