بقلم روبير شعيب

الفاتيكان، الاثنين 23 أغسطس 2010 (Zenit.org). – شهدت العقود الأخيرة نهضة في الدراسات البيبلية تقوم بها بشكل خاص خريجات التيارات الأنثوية، حاولت أن تسلط الضوء على الدور المهم الذي لعبته المرأة في العصور المسيحية الأولى، وخصوصًا في كتب العهد الجديد القانونية، وبالتحديد في حياة يسوع المسيح. تميزت هذه الدراسات من ناحية بتسليط الضوء على بعد تم تجاهله غالبًا في قراءة الكتاب المقدس، ولكن كان هناك أيضًا نزعة إلى المغالاة تدفعها الغايات الخاصة لهذه الحركات. حمدًا لله، نجد الآن دراسات في هذا المجال من قبل دارسين يسعون قدر الإمكان إلى الموضوعية. لنا مثل في ذلك في كتاب اللاهوتي الكتابي داميانو مارذوتو، بطرس والمجدلية، الذي يسلط الانتباه على التعاون بين الرجل والمرأة في العهد الجديد. يتضمن المجلد ثلاثة مقالات: بتولية المسيح وبتولية أمه، دور مريم والنساء الأخريات التي يلتقي بهن يسوع ي الأناجيل، والنساء التي يتم الحديث عنهن في كتاب أعمال الرسل.

تقدم الكتاب في جريدة لوسيرفاتوري رومانو الكاتبة لوتشيتا سكارافيا فتشرح كيف أن الكاتب يقدم عبقرية وميزة الدور الأنثوي في عملية التبشير، مقدمًا أمثلة من النصوص الكتابية، خصوصًا في ما يتعلق ببشرى القيامة الأولى التي كانت رائدتها المجدلية.

إن استمرار العلاقة مع الرب وعدم التخلي الكلي عنه خلال مأساة الصليب والدفن هي ممكنة فقط بفضل بعض النساء، لأنه بحسب ما يصرح الكاتب "تحلت النساء بالقوة والشجاعة لاتباع يسوع وعدم الانفصال عنه بعد الدفن".

وعليه، إذا كان الرسل قد تسلموا مهمة التبشير بالقيامة في كل الأصقاع، فهم بحاجة إلى أمانة النساء التي تثبت حتى في أشد الليالي ظلامًا.

ما من أحد يشك بدور مريم أم يسوع التي تبدأ في قانا اعتلان مجد يسوع لتلاميذه، وتجمع حول يسوع أول حلقة من أتباعه الذين يؤمنون به. ولكن يجب أن نكرس انتباهنا أيضًا إلى السامرية التي تساعد مواطنيها على الإيمان بالمسيح من خلال كلمتها.

وهناك امرأتان اثنتان ساهمتا في تسريع حدث الخلاص من خلال إيمانهما بمسيحانية يسوع والتأثير على مواطني بيت عنيا. هناك إذًا عمل استباق من قبل النساء.

هذا وتشرح سكارافيا أن القراءة الجديدة التي يقدمها المؤلف تظهر بشكل خاص في عرضه لدور المرأة في سفر أعمال الرسل حيث يقدم بعض النساء التي تستقبلن الرسولين بطرس وبولس وتقدمن بهذا الشكل مثال ضيافة وزخم رسالة. حضور النساء في أعمال الرسل يبين لنا دورهن في الانفتاح على الرسالة الجامعة.