دومينيكي في باكستان

الأب باتريك بيتر يتحدث عن الاضطهاد المسيحي

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

روما، الثلاثاء 07 يونيو 2011 (Zenit.org) – المسيحيون في باكستان يواجهون اضطهاداً خطيراً، لكن المشكلة ليست في كونهم أقلية ضئيلة في بلاد ذات أكثرية ساحقة من المسلمين.

في الواقع، حسبما يقول الأب الدومينيكي باتريك بيتر، يبني الكاثوليك والمسلمون صداقات لمدى الحياة في المدارس الكاثوليكية في البلاد. ويضيف أن المشاكل تنشأ مع تلاميذ من فئة معينة من المدارس فقط.

في ما يلي، ننشر مضمون المقابلة التي أجراها البرنامج التلفزيوني “حيث يبكي الله” الذي تبثه الشبكة الكاثوليكية للإعلام المرئي والمسموع بالتعاون مع عون الكنيسة المتألمة، مع الأب بيتر حول دعوته ووضع الكاثوليك في باكستان.

س: أنت من باكستان، لكن اسمك هو باتريك؟

الأب بيتر: تلقيت تربية دينية؛ وعائلتي كاثوليكية ملتزمة. اسم والدي هو بيتر وأعطاني اسمي لأنه يبدأ بحرف “الباء”. رأى أنه أفضل اسم وأيضاً بسبب الآباء الدومينيكان.

س: لم أصبحت دومينيكياً؟

الأب بيتر: عندما كنت صغيراً، كانت لدي معلومات عن الآباء الدومينيكان في أبرشية فيصل أباد لأن والدي كان يعمل عند الدومينيكان. كانت عمتي راهبة دومينيكية من راهبات القديسة كاترينا السيينية وكان خالي كاهناً دومينيكياً أيضاً. من خلال هؤلاء الأشخاص، شعرت برغبة في أن أصبح دومينيكياً.

آنذاك، لم أكن أدرك الفرق بين كاهن أبرشي وراهب. في الصف الثامن أو التاسع، عبرت عن رغبتي في أن أصبح كاهناً. وعندما كنت في الكلية، بدأت أفهم بشكل أفضل الحياة الرهبانية وعندها تحدثت إلى خالي الذي كان دومينيكياً فقال: “تعال، تعال وانضم إلينا”. عندئذ، انضممت إلى الدومينيكان في فيصل أباد.

س: من هم المسيحيون في باكستان؟ هل هم الفقراء؟

الأب بيتر: إن أكثرية المسيحيين في باكستان هم الفقراء. وكثيراً ما يتلقون أو يعتاشون من كفاف زهيد. إنه تحد كبير للمسيحيين في باكستان – حتى للمتعلمين. فمعظم المسيحيين كثيراً ما يكونون فقراء جداً لدرجة أنهم لا يستطيعون دفع الرشوة للحصول على وظائف جيدة، في حين أن فرص المسلمين أفضل لأنهم قادرون على دفعها – والقانون يعطي الأفضلية للمسلم.

س: هل المسيحيون مضطهدون بسبب إيمانهم؟

الأب بيتر: أجل! في باكستان، نتعرض نحن المسيحيون للاضطهاد. ونعاني بخاصة من صعوبات مع قانون التجديف: القانون الذي يُتهم بموجبه كل من يسيء للنبي محمد بالأقوال أو من يشوه أو يمزق صفحة من القرآن.

س: هل تعرضت شخصياً للتمييز أو الاضطهاد؟

الأب بيتر: كلا، وإنما عقب سيامتي عندما كنت شاباً، شهدت حالة. في يومي الأول ككاهن، وبعد الاحتفال بقداس شكر، التقيت مجموعة من المسيحيين مؤلفة من حوالي 16 أو 17 عائلة، ومتهمة بالإساءة إلى النبي بالأقوال. وقد طردت المجموعة كلها خارج قريتها وأحرقت منازلها.

س: قال أسقف فيصل أباد أن المسيحيين يؤدون دوراً رئيسياً في تقدم البلاد. ماذا يعني بذلك؟

الأب بيتر: لقد قال ذلك ليشدد بخاصة على أن المسيحيين عندهم الواجبات عينها كالمسلمين. نحن جميعاً باكستانيون. ونحن جميعاً نواجه الصعوبات. ونسهم على حد سواء في تقدم باكستان في مجالي التربية والطب. في باكستان، تملك الكنيسة الكاثوليكية مؤسسات تربوية عديدة وتقبل الجميع. كما أن المستشفيات الكاثوليكية تقبل الجميع. وبالتالي، ينبغي على المسيحيين، وبخاصة الكاثوليك، تقديم شهادة إيمان استثنائية وسط المسلمين من خلال عيش قيمنا المسيحية، في كوننا شهوداً لإيماننا من خلال رسالتنا وفي كيفية عيش حياتنا اليومية.

س: كيف تؤدي المدارس الكاثوليكية دوراً مهماً في باكستان؟

الأب بيتر: هناك فئتان من المدارس: المدارس الانكليزية والمدارس الأردية. معظم الباكستانيين القادرين على دفع تكاليف التعليم يرسلون أبناءهم إلى المدارس الانكليزية. والمدارس الإرسالية التي تشمل المدارس الكاثوليكية تندرج ضمن هذه الفئة. كما أن معظم الباكستانيين، المسلمين بغالبيتهم، يفضلون هذه المدارس الإرسالية.

س: كيف يُفسَّر اضطهاد المسيحيين في حين أن العديد من المسلمين يذهبون إلى مدارس كاثوليكية؟

الأب بيتر: المشكلة ليست المسلم العادي عامة. المشاكل تنشأ عن تلاميذ من “المدارس” (المدارس والمعاهد الدينية الإسلامية) التي تديرها بعض المساجد. التلاميذ الذين يتخرجون من مدارسنا يبنون صداقات جيدة بين بعضهم البعض وكثيراً ما ينمون صداقات تدوم لمدى الحياة.

س: هل هناك إمكانية حوار مع الجماعة المسلمة؟

الأب بيتر: بالطبع، والحوار قائم. في قريتي، عندما كنت طفلاً، كانت العلاقات جيدة جداً بيننا نحن المسيحيين والمسلمين. كنا نتحادث وننمي الصداقات.

س: كيف ستساعد بلدك؟

الأب بيتر: أنا ملتزم الآن بالتنشئة ويقوم أحد أدواري على تدريب كهنة المستقبل. سأساعد في إعدادهم لكي يتمتعوا بمقاربة جيدة تجاه الناس – ليعدوا الناس ويثقفوهم.

***

هذه المقابلة أجرتها ماري بولين ماير للبرنامج التلفزيوني والإذاعي الأسبوعي “حيث يبكي الله” الذي تنتجه الشبكة الكاثوليكية للإعلام المرئي والمسموع بالتعاون مع الجمعية الخيرية الكاثوليكية الدولية “عون الكنيسة المتألمة”.

على شبكة الإنترنت:

عون الكنيسة المتألمة: www.acn-intl.org

حيث يبكي الله: www.wheregodweeps.org

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير