روما، الثلاثاء 07 يونيو 2011 (Zenit.org) – يتحول العالم إلى شبكة اجتماعية كبيرة بفضل دور الإنترنت المهيمن في المجتمع، وينبغي على المسيحيين أن يحرصوا على إبقاء كرامة الإنسان نقطة مركزية.
هذا ما يقوله مدير دار الصحافة الرسولية، الأب فديريكو لومباردي، في حديث إلى مجلة إنتركوم، المجلة الرعوية والليتورجية التابعة لمجلس أساقفة إيرلندا.
خلال التأمل في رسالة بندكتس السادس عشر بمناسبة اليوم العالمي للاتصالات الاجتماعية الذي أقيم نهار الأحد 5 يونيو، يعتبر الناطق الرسمي باسم الكرسي الرسولي أن الوقائع الفرضية يجب ألا تكون سطحية أبداً.
ويتساءل: “ما نوع الصداقة التي يجب بناؤها على الشبكة؟”، “هل تعتبر الإنترنت مكاناً لتقديم “شهادة” مقنعة وقابلة للتصديق، أم فقط مكاناً نقدم فيه ملف تعريف مختلق ولا نستطيع قبول حقيقة أنفسنا؟”.
كما يشير الأب لومباردي إلى ما يلي: “إنها ثقافة يغوص فيها الشباب بعمق، ويختبرون فيها في آن معاً الفرصة الرائعة المتمثلة بالعلاقات الجديدة، والمخاطر المتنامية المرتبطة بالعزلة أو الابتعاد عن الحياة اليومية”.
كذلك، يشدد على أهمية تفكير المسيحيين في هذه الأسئلة، ويضيف أن بندكتس السادس عشر يتحدث في كلماته عن مقاربة إيجابية للثقافة الرقمية الجديدة.
ويوضح قائلاً: “إن رسالة هذه السنة هي دعوة مهمة إلى تفكير عميق بالطريقة التي نعيش بها تجربتنا البشرية والتزامنا المسيحي في حقبة وثقافة الإنترنت”.
إيرلندا
في هذه المقابلة عينها، يعلق الكاهن اليسوعي أيضاً على رسالة بندكتس السادس عشر الرعوية إلى الكاثوليك الإيرلنديين، ويصفها بـ “النص الأكثر شمولية الذي كتبه البابا حول مسألة الاعتداءات الجنسية على القاصرين من قبل الإكليروس”.
ووفقاً للأب لومباردي، فإن هذه الرسالة التي نشرت في مارس 2010 لفتت انتباهاً خاصاً. ففي إيرلندا تحديداً، أثرت مأساة الاعتداءات بشدة على الكنيسة. لكن النص، حسبما يوضح الأب لومباردي، كتب أيضاً لجمهور دولي نظراً إلى أن الاعتداءات شملت الكنيسة جمعاء.
“على الرغم من أن بعض مقاطع الرسالة موجهة بشكل خاص لإيرلندا – حسبما يقول الأب لومباردي – فإن قسماً كبيراً من الوثيقة يمكنه أن يكون متعلقاً بسهولة ببلدان أخرى وظروف أخرى، كالقسم الكامل المخصص للضحايا وعائلاتهم وللمعتدين ومختلف أفراد الجماعة”.
إن مسألة الاعتداءات “أثرت بشكل خطير وما تزال تؤثر على حياة الكنيسة خلال السنوات الأخيرة”، حسبما يقر مدير دار الصحافة الرسولية.
“هذا الأمر سبب جراحاً عميقة وأحدث أضراراً جسيمة، بخاصة في بلدان معينة، وإنما أيضاً في جماعة الكنيسة كلها”.
ويعلن الأب لومباردي: “ينبغي على بندكتس السادس عشر أن يرشد الكنيسة في فترة الأزمة هذه، وهذا ما يفعله بشجاعة وتواضع رائعين، مظهراً لنا مثال المواقف الإنجيلية التي يجب اتخاذها والأعمال التي يجب إنجازها”.
إن كان الكاثوليك الإيرلنديون قد تألموا أكثر بسبب مأساة الاعتداءات، فإن الناطق الرسمي باسم الكرسي الرسولي يشير إلى أنهم “إن استطاعوا أن يتجددوا وينهضوا، إن استطاعوا أن يظهروا أنهم أهل لتقليدهم الكبير، عندها سيسدون خدمة كبيرة للكنيسة في أوروبا وفي العالم، مقدمين لهما تجربة ثمينة من التوبة الفعلية، والتطهر والتجدد، ونهضة الحياة الجماعية حيث يحظى الأطفال بالحماية بشكل فعال ويعيشون بثقة نموهم البشري والروحي”.