سريلنكا، الجمعة 10 يونيو 2011 (ZENIT.org). – صرح رأس الكنيسة الكاثوليكية في سيرلنكا أن للكنيسة دور جوهري في حمل الشفاء بعد الحرب الأهلية الدامية التي عاشتها البلاد.
في مقابلة مع منظمة عون الكنيسة المتألمة، شرح الكاردينال مالكوم رانجيث أنه بالرغم من أن الكاثوليك هم أقلية في الجزيرة، إلا أنهم يحتلون موقعًا فريدًا يمكنهم من تعزيز المصالحة بين الجماعتين العرقيتين في سيرلنكا.
جاءت كلمات الكاردينال عقب سنتين من انتهاء الحرب الأهلية، وقد اعتبر أن الكاثوليك يستطيعون أن يكونوا عنصر مصالحة لأن هناك عدد ملحوظ من الكاثوليك في الجماعتين العرقيتين.
وصرح: “يجب ألا نقول أبدًا أن سينهاليين أولاً وبعد ذلك مسيحيين، فنحن مسيحيون ومن ثم سينهاليون”.
وأضاف: “الأمر نفسه ينطبق على التاميل، يجب عليهم أن يكونوا مسيحيين أولاً، لأننا كمسيحيين يتوجب علينا أن نتبع مبادئ محددة”.
“وإذا قمنا بذلك، دون أي نوع من التحزب في كلامنا، سنستطيع أن نبني جسورًا حيث هناك شقاق”.
هذا وقد بلغ عدد الموتى في حرب أهلية دامت 25 عامًا نحو مائة ألف قتيل، وقد وضع حدًا للحرب الأهلية انتصار الحكومة التي أوقفت ثورة نمور التاميل في مايو 2009.
وشرح الكاردينال كيف أن المبادرات الدينية تستطيع أن تسهم في توحيد الجماعتين، وقدم مثال الحج الذي يقوم به الناس من الجماعتين إلى مزار سيدة مادهو.
واعتبر أن نشاطات من هذا النوع تستطيع أن تكون مساعدًا على كيف أن الأشخاص يستطيعون أن يعيشوا الإيمان سوية.
وتابع: “يجب أن نكون شهودًا لا من خلال الكلام، بل من خلال الأفعال، أي من خلال ما نعيشه بعضنا مع بعض”.
هذا ويبلغ عدد سكان سيرلنكا العشرين مليون، ويشكل الكاثوليك 8 % من مجموعهم، وهم ينتمون إلى الجماعتين العرقيتين: التاميل والسينهال.
كما وشرح الكاردينال أنه قبل الحرب كانت هناك إكليريكية كانت تلتقي فيها الجماعات العرقية ويدرس الشباب سوية، وتأسف أن هذا الأمر لا يتم بالشكل الذي كان يتم فيه من قبل. فبسبب الحرب، اضطرت أبرشية الشمال أن تنشئ إكليريكية خاصة لكي يدرس تلاميذها. ومع ذلك فقد شرح بأن هناك تبادل تلاميذ مع أسقف جافنا، المطران توماس سافونداراناياغان.
وأردف: “هؤلاء التلاميذ هم سينهاليون، ولكنهم يعيشون في الشمال الآن، ويدرسون التاميل. وأنا أريد أن يتكلموا بطلاقة كلتي اللغتين”.
وقد شكر الكاردينال عون الكنيسة المتألمة للمساعدات التي قدمتها للكنيسة خلال فترة الحرب، بما في ذلك المساعدات إلى الإكليريكيين، ومواد التنشئة الدينية، وإعادة ترميم المباني الدينية التي دمرتها الحرب.