روما، الثلاثاء 14 يونيو 2011 (Zenit.org) – أمام الاشتباكات الدامية التي تحصل في سوريا بين القوى الأمنية والمعارضين للرئيس بشار الأسد، أعاد الأب فديريكو لومباردي التأكيد على ضرورة “الاهتداء إلى حوار المصالحة والسلام”، وذلك في افتتاحيته لأوكتافا دييس، النشرة الأسبوعية الصادرة عن مركز التلفزة الفاتيكاني.
قال مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي: “منذ أشهر عديدة، يتسم الوضع بالتقلبات في سوريا وفي بلدان أخرى من العالم العربي، لكن ما يحصل في سوريا مقلق بشكل خاص أمام استمرار أعمال العنف التي يبدو أن لا مخرج منها”.
منذ الخامس من يونيو، اندلعت ثورة أخرى في حماه، المدينة التي ترمز إلى قمع الثمانينيات حيث قتل 60 شخصاً. غداة ذلك، قتل 120 عنصراً من الشرطة في جسر الشغور، وهي بلدة صغيرة تقع في شمال غرب البلاد، وذلك عقب اعتداء شنته “جماعات مسلحة” لم تعرف هويتها بعد.
تابع الأب لومباردي: “اليسوعيون في سوريا نشروا مؤخراً وثيقة مهمة تكشف كل محبتهم لهذه البلاد المتميزة بتقليد عظيم، والقائمة على الوحدة في التنوع، والتي تشكل “فسيفساء حية ورائعة”. إنه بلد تتجلى فيه حالياً مطالب اجتماعية وسياسية تصبو إلى مستوى أعلى من الحضارة، لكنه بلد أفسح فيه المجال للعنف في ظل الفوضى الحالية، في محاولة لإطلاق الدمار والحرب بين الجماعات الدينية، مع خطر متمثل بالتفكك الاجتماعي”.
وقال الناطق الرسمي باسم الكرسي الرسولي: “من هنا، تبرز دعوة على نطاق واسع إلى الحوار، والتعبير بحرية والمشاركة، وضد العنف”.
وشدد على أن الوحدة الوطنية بالنسبة إلى المسيحيين في سوريا هي “ظرف حياتي”. “ينبغي” على هؤلاء و”يريدون” أن يكونوا “جسوراً فعالة لحوار وطني “حقيقي وجدي”.
كما ذكر الأب لومباردي بالمقابلة الأخيرة التي جمعت بندكتس السادس عشر وسفير سوريا الجديد لدى الكرسي الرسولي، والتي تحدث البابا خلالها عن ضرورة “القيام بإصلاحات فعلية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية” للبلاد، وعن تغيرات يجب ألا تحصل “في مجال التعصب، التمييز أو الصراع، ولا في مجال العنف، بل في مجال احترام الحقيقة وحقوق الأفراد والجماعات، والتعايش والمصالحة”.
وذكر الأب لومباردي أيضاً بأن “البابا يشدد أيضاً على الدور البناء للمسيحيين في المجتمع السوري، على العلاقات الإيجابية مع المسلمين في اهتمامهم المشترك بالمصلحة العامة. ويطالب السلطات السورية بأن تأخذ بالاعتبار تطلعات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية، مشيراً إلى الحاجة إلى حلول عالمية لشعوب الشرق الأوسط”.
ختاماً، قال: “لا بد من مقاومة مطلقة لتفكك المنطقة والتزايد المستمر للصراعات، الأمرين اللذين يجبران الشعوب على الهرب من بلد إلى آخر، من العراق إلى سوريا، ومن سوريا إلى تركيا”.